الثورة _ رفاه الدروبي:
أنجز النحات محمد بعجانو منحوتة «الثور المُصغَّر» كإغواءٍ فنيٍّ لتكوين ساحر، نبع تأثره من الفكر السوري، فاستطاع تشكيل الخشب والحجر ليماثلا الأسطورة ويحاكيا الميثولوجيا السورية، المعتقد بها ويُمكن تصديقها على أنَّها حقيقة وانتشرت في وقت من الزمن، باعتبار الميثولوجيا العلم المختص بتفسير الأحجار الطبيعية وشرح الحالة الإنسانية والطبيعة.
كان «الثور» موجوداً بحضارتي الرافدين وبلاد الشام والفرس والروم، حسب إشارة النحات بعجانو المعروف بمكنوناته الإنسانية، ما جعل من إزميله والحجر وسيلة للتعبير عن العواطف والأفكار، إذ أنجز قاعدة منحوتة الثور من الحجر الرملي، وجسمه من الحجر الأبيض البحري، أما قرونه فمن حجر الصوان الأسود، وأطلقوا عليه في المنطقة الساحلية «حجر الزيت»، حيث كانوا يشحذون به السكاكين، يرمز «الثور» إلى علاقة الإنسان بأرضه وبالحياة، لذا استخدموه للفلاحة، دلالة على القوة.
أما المنحوتة فاشتغل بها الفنان بعجانو، وأعطاها سطوح متخصِّصة كنحَّات، بعد أن بحث كثيراً عن نوع الحجر في الساحل السوري، رغم أنَّه كان يرغب بتنفيذه بأحجار ملوَّنة لا توجد إلا في منطقة إدلب، لكن لم يستطع الحصول عليها بسبب الظروف المحيطة، وتمَّ تنفيذ المنحوتة المصغّرة من أحجار متنوعة ذات ملمس وألوان مختلفين ليشعر المتلقي بالفرح والحبور، وكأنَّه فلاح يعزف على الناي، بينما النحت أظهر تسجيلاً صوتيّاً للموسيقا.

السابق
التالي