الثورة – خلود حكمت شحادة:
التغير والتبدل في كل لحظة ميزة عصرنا الذي نعيشه اليوم، وهذه التغيرات تؤثر على سرعة إيقاعنا ومتابعة تربية أطفالنا، فلم يعد كافياً أن نعلم أطفالنا الحب والاهتمام، وكيفية التمييز عند النظر للأشياء، وإنما نحتاج للتأمل والتدقيق والمراجعة لتصرفاتنا معهم، لذلك نحتاج إلى إستراتيجيات تعامل جديدة تقلل من فرص تعرضهم للمشكلات في طفولتهم، ما يؤثر على بناء عقولهم.
في سن الروضة نلاحظ عند البعض التصرفات العدوانية التي نتجت عن الطرق التي نعامل بها أطفالنا بقصد أو بدونه لأن كل الآباء يتمنون أن يكون أطفالهم بلا مشكلات، يتمتعون بعلاقات ودودة مع الآخرين، يريدونهم مدركين للسلوك المناسب وأن يكونوا متمكنين من التصرف بوعي في الظروف والمواقف الخاصة يمتلكون القدرة على الإبداع.
كل ذلك يحتاج منا كمربين إلى مراجعة أساليبنا مع أطفالنا لأن التصرفات السلبية وغير المقبولة التي يصدرها أطفالنا هي انعكاس لسلوكنا معهم دون أن ندري.
لذلك علينا أن نساعد صغارنا في تفريغ شحناتهم السلبية وبناء الثقة معهم ومن ثم مساعدتهم في بناء شخصية مستقلة.
عن هذه السلوكيات وكيفية تعديلها التقينا مشرفة رياض أطفال واختصاصية في تعديل السلوك داليا رتعان للحديث عن كيفية تعديل سلوك الأطفال بما يناسب حياتهم المستقبلية ويمنحهم القدرة على الاندماج والنمو السوي،
عن علامات الحاجة إلى تعديل سلوك الطفل بدأت رتعان بتعريف السلوك بأنه مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها الطفل استجابة لمؤثرات معينة، ويتعلم الأطفال السلوكيات من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة بهم، وأحياناً يظهر الأطفال سلوكيات غير مناسبة أو ضارة، يكون من الضروري التدخل وتعديلها.
وحول تعديل السلوك.. أجابت رتعان بأنه عملية تغيير السلوك البشري ويمكن استخدامه لمساعدة الأشخاص على تعلم سلوكيات جديدة أو التخلص من السلوكيات القديمة، وهناك العديد من الأساليب المتبعة لتعديل السلوك مثل تقديم المكافأة بعد سلوك معين لزيادة احتمال حدوث هذا السلوك مرة أخرى.
أما العقاب فيأتي بعد سلوك معين لتقليل احتمال حدوث هذا السلوك مرة أخرى.
ولمعرفة الحالة التي علينا التدخل وتعديلها أوضحت رتعان علامات تدل على الحاجة إلى تعديل سلوك الطفل عن طريق ملاحظة
الأطفال وطرق تعبيرهم عن أنفسهم في سلوكياتهم، فبعض السلوكيات تشير إلى أن الطفل بحاجة إلى تعديل السلوك، مثلاً السلوك الذي يضر بالطفل أو الآخرين، كاستخدامه للضرب مع الأفراد المحيطين من الأقران أو أفراد الأسرة، والصراخ أو الشتم، واستخدام ألفاظ بذيئة، إضافة إلى السلوك الذي يعوق الأداء المدرسي أو الاجتماعي
وعدم القدرة على التركيز أو الانتباه في المدرسة أو في المنزل، وبالتالي الانسحاب من التفاعل مع الآخرين.
فملاحظة هذا السلوك العدواني أو المخرّب في المدرسة أو في المنزل، إضافة إلى الكذب في سلوك الطفل يستدعي التدخل بحذر، لأن بعض السلوكيات قد تكون طبيعية ولكنها قد تكون غير مناسبة.
إن تحديد ما إذا كان السلوك يحتاج إلى تعديل هو قرار فردي، ومع ذلك فإن وجود أي من العلامات المذكورة أعلاه يشير إلى أنه من المهم تقييم الموقف بعناية.
وعن خطوات تعديل سلوك الطفل.. فقالت: أولى خطوات تعديل السلوك هي تحديد السلوك المستهدف الذي تريد تغييره، وما السلوك الذي نريده أن يقوم به بدلاً عنه.
ومن ثم نحتاج إلى فهم سبب قيام الطفل بهذا السلوك والعوامل التي أدت إلى حدوثه، هل يهدف إلى جذب الانتباه أم إلى تجنب شيء ما؟
والأهم اختيار الأسلوب المناسب لتعديل السلوك بناءً على السلوك المستهدف والعوامل التي تؤدي إليه.
وفي النهاية لا ننسى أحياناً ما يكون من الصعب على الأطفال تغيير سلوكهم، لذلك يجب تقديم الدعم لطفلنا وتشجيعه على الاستمرار في المحاولة مع مراعاة المرحلة العمرية عند اختيار أسلوب تعديل السلوك، ومن المهم استبدال السلوك الضار بسلوك مرغوب فيه.
