الثورة – حسين صقر :
ما إن يحل موعد افتتاح المدارس، حتى تبدو على أهالي طلاب وتلاميذ المدارس الهموم، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف المستلزمات المدرسية من دفاتر وكتب وحقائب وألبسة، وتبدأ رحلة هؤلاء الأهل المضنية لتأمين تلك التكاليف، ولاسيما نتيجة الفارق الكبير بين الدخل والصرف أو الاستهلاك.
ومع حلول العام الدراسي الجديد سجلت أسعار الملابس المدرسية في الأسواق ارتفاعاً كبيراً رغم العروض التي تُطرح عادة في هذه الفترة من الموسم.
وأثناء جولتنا في تلك الأسواق، فقد بلغت أسعار القمصان والكنزات المدرسية مثلاً أكثر من مئة ألف ليرة، بالإضافة لأسعار أخرى قاربت الستين ألفاًً أو أكثر، ولكن يبدو عليها رداءة النوعية، ما يعني حسب المثل، “يا مسترخص اللحمة عند المرقة تندم” أو كما يقال: سوف يدفع الفقير ثمن تلك القطعة مرتين، لأنه فيما لو اشتراها بستين ألفاً مثلاً، سوف يضطر لشراء أخرى مع الفصل الثاني، ما يعني أنه سوف يدفع مئة وعشرين ألفاً.
أما أسعار البناطيل المدرسية، فيتراوح الجيد منها ما بين المئة وخمسين ألفاً ومئتين، وما ذكر عن الرداءة والغلاء ينطبق أيضاً عليها، والصداري “المريول” في وقت يختلف فيه السعر من محل لآخر بحسب الرسوم والإضافات على القطع، ولكن بأرقام بسيطة “لا تسمن ولا تغني من جوع”.
وبحسبة بسيطة.. إذا كان هنالك في الأسرة ثلاثة أو أربعة طلاب، كل يجمع ويحسب لوحده، في وقت لن ننسى فيه أسعار الحقائب التي تجاوز المئتي ألف ليرة، عدا القرطاسية من دفاتر وأقلام وغيره، وبعد ذلك الكتب للمرحلتين الإعدادية والثانوية.
“الثورة” التقت بعضاً من أصحاب المحال وبينوا أنّ الإقبال على شراء الملابس المدرسية هذا العام أقل من العام الفائت، بسبب ارتفاع الأسعار، فتصل تكلفة شراء ملابس مدرسية (قميص وبنطال) لطفل واحد إلى حوالي مئتي ألف ليرة سورية، دون احتساب تكاليف المستلزمات الأخرى.
وقال أحد أولياء الأمور: إن لديه ثلاثة أولاد في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وهو لن يستطيع تأمين سوى متطلبات واحد منهم، ولن يبقى من راتبه شيء، متسائلاً كيف يقضي شهره؟، وكيف يؤمن ولديه الآخرين.
أجوبة كثيرة بحاجة لتلك الأسئلة، من دون أن ننسى تكاليف النقل والمواصلات، والمصاريف الأخرى التي سوف يضطر لها الطالب في حال كان في دوامه في مدرسة تبعد عن قريته أو حيه أو منطقته.