“من عمل مثقال ذرة خيراً يره .. ومن عمل مثقال شراً يره” .. ليس فقط هذا هو المأمول شعبياً خلال المرحلة القادمة “مجلس شعب جديد + حكومة جديدة”، وإنما هذا هو المطلوب تحقيقه وإسقاطه على أرض التنفيذ لا التجريب لمجرد التجريب.
فكما من واجب الحكومة الجديدة وضع بيانها الوزاري المستقبلي، ورسم سياستها على امتداد المساحة الجغرافية السورية وتنفيذها “بالحرف والفاصلة والنقطة”.. وكما من الطبيعي جداً أن يكون مجلس الشعب الجديد في الدور التشريعي الرابع على موعد مع مهام نوعية، ومرحلة نهوض جديدة، والتزام تام “قولاً وفعلاً” بمصالح الشعب والوطن وبالدستور نصاً وروحاً، وبالقوانين والأنظمة والنظام الداخلي للمجلس، والاستجابة الكاملة والمتابعة المستمرة لتحقيق متطلبات الشعب، فإن من حقّ أصحاب الدخل المحدود والراتب المقطوع أيضاً أن يرفعوا من سقف آمالهم وتطلعاتهم لا أحلامهم وصولاً إلى عتبة الممكن والمأمول.
نعم من حقّ المواطن الذي كان ومازال وسيبقى البوصلة والخط الأحمر “بأفعال أعضاء مجلس الشعب الجديد وعمل الوزراء الجدد ومن قد يستمر من القدامى” أن ينظر بعين التفاؤل لا بعين الشك والريبة والخوف والقلق من قادمات الأيام، كون التفاؤل “التفاؤل العام” صفة حميدة تبعث على الرضا والأمل، ويدفع بالإنسان إلى التقدم والازدهار، وإلى المزيد من التألق والإبداع، والابتعاد كلّ البعد عن التخبط والإحباط، وكسب لا فقدان الثقة..
من حق المواطن الذي صمد وقاوم وانتصر سياسياً وعسكرياً، أن ينتصر اقتصادياً ومعيشياً وخدمياً وصحياً أيضاً، من خلال تعاون وتنسيق وتكامل سلطات الدولة جميعها، كلّ حسب مهامه واختصاصاته، لسحق ونسف مطبّات الحرب وعقبات الحصار وصعوبات العقوبات ومنغصات الترهل الإداري والفساد المالي وفلتان الأسعار والأسواق، التي مازالت جميعها تعكرصفو حياتهم اليومية والساعية “الغذائية والدوائية والنفطية والكهربائية”.
باختصار: “عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ .. وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ”..
هذا “ومن الأخير” هو لسان حال كلّ صاحب دخل محدود .. وراتب مقطوع .. نقطة من أول السطر.