ليس في المخزون التفاؤلي زخم كافٍ ليدفعنا نحو بسط مساحات جديدة،فقصّة مدرب منتخبنا الكروي الأول،من حيث الهوية والصيت والتاريخ والمنجزات،ليست إلا تفاصيل،في حضرة المعضلة الكروية الرازحة على الصدور،والتي يعلم الجميع ،ومن دون استثناء،أنها ليست مختزلة في شخصية تدريبية ذات مواصفات عالمية،تحمل بيدها عصا سحرية،تقلب بها أوضاعنا الكروية رأساً على عقب،وتنقلها من مسالك التقهقر والتراجع،إلى معارج التطوروالنجومية.
إن تعاقد اتحاد كرتنا مع مدرب إسباني له حضور مؤثر في مسيرة منتخبات شابة، لايعني بالضرورة، أن يكون ضالة كرتنا المنشودة، ولا أن يكون النجاح حليفه، بعد إخفاق منتخبنا الأول في التأهل للدور الحاسم من التصفيات المونديالية،لكننا،في الوقت ذاته، يمكن أن نؤسس على هذا التعاقد لفكرة إعادة بناء كرتنا المنتخباتية، على ركائز تراعي البعد الاستراتيجي،ولا تحبس نفسها في دوامة البحث عن نتائج آنية ومنجزات لحظية، وإن وجدت هذه الرؤية مع توجه اتحاد اللعبة نحوها بفكربعيد المدى،فلابدّ له من أن يعيد بناء الكثير من الحلقات المتهالكة التي تمثل جوهرالتخبط والعشوائية،في القرارالفني والإداري والتنظيمي والمالي أيضاً،في تجاوزواضح لصلاحياته وقدراته المحدودة، فالأندية مثلاً، ليست في دائرة صلاحياته،إلا من حيث تنظيم المسابقات فحسب!! واشكالياتنا الكروية الجمة،تبدأ من الأندية،وتنتهي عندها أيضاً، وليس بمقدورالاتحاد أن يبني بمفرده كرة متطورة،ولو استعان بأساطين المدربين العالميين.