عمار النعمة :
لاشك أن التكريم حالة ثقافية وحضارية واجتماعية تزهو بها الدول التي تحمل تراثاً وحضارات وشخصيات أثبتت حضورها في صنوف الإبداع.
سورية عبر التاريخ كانت ولاتزال تكرّم مبدعيها لإيمانها المطلق بدورهم الثقافي والإبداعي والتنويري فهم مصابيح نور أنارت لنا الطريق وللأجيال اللاحقة نحو مزيد من الرقي، والعطاء النبيل.
في الأمس القريب كرمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024، في مجال الآداب للأديبة الكبيرة كوليت خوري، وفي مجال الفنون للفنان القدير أسعد فضة، وفي مجال الدراسات والنقد والترجمة للأستاذ عطية مسوّح.
هذا التكريم مبادرة جميلة لأسماء كبيرة حفرت على جدران الزمن حكايات كبيرة من العطاء والإبداع الذي لاينضب، أسماء نقلت أوجاعنا وهمومنا وأفراحنا وانكساراتنا وآمالنا، متحدين كل المصاعب التي اعترضت طريقهم.
لم تكن تلك السنين الطويلة لتمر مرور الكرام، بل كانت مليئة بالإنجازات في طريق لم يكن سهلاً، فهم سطّروا قصص النجاح والإبداع مثبتين قوة الشغف لديهم ومؤمنين برسالة التغيير والتأثير.
جميل هذا التكريم الذي نزرعه في أرواح من نحب، والأجمل هو وعدنا الصادق لهم أننا لن ننساهم حتى وإن رحلوا عن دنيانا، فالتكريم لمن نحب هو سعادة حقيقية تنعكس علينا حباً وفرحاً، وانتصار كبير في أرواحنا لا يعوضه شيء في هذه الدنيا… لاسيما أننا حين نكرّم المبدعين فنحن نكرّم أنفسنا.
هذا التكريم هو ظاهرة ثقافية رائعة، وضرورة ملحة نأمل استمرارها واستثمارها اجتماعياً، فهي تعزيز للقيم والمبادىء، والأهم أن تتحول تلك الظاهرة إلى طقس سنوي نُكرّم من خلالها أسماء تركت أثراً لا يمحى في الفكر والفن والأدب. .