لايكاد يمرّ يوم دون أن نسمع عن حادث سير وقع هنا أو هناك، وتكون نتيجته إصابات بليغة وخطيرة ووفيات كذلك، حتى أن هناك بعض الطرق في بلدنا تسمى: (طرق الموت)، وللأسف باتت الحوادث في بلدنا من أكثر مسببات الموت، ولا شك أن الجهات المعنية تعي وتعرف هذا الأمر جيداً، ولا سيما إذا كان لديها إحصاءات متعلقة بعدد الوفيات والإعاقات التي تسببها حوادث السير. ولا نريد هنا أن نبحث في الأسباب لأن الجميع يعرفها؛ وفي مقدمتها السرعة الزائدة وعدم التقيد بقانون السير وطريقة الحصول على شهادة السواقة، وفي أحيان كثيرة يكون الوضع السيئ للطرقات بين المحافظات أو بين المدينة والريف سبباً آخر في زيادة عدد الحوادث، بل نريد أن نوجه عتباً كبيراً لكل الجهات المعنية التي لا تكلف نفسها عناء معالجة الأسباب من أصغر سبب إلى أكبر وأهم سبب. وكأن حياة المواطن لا تعني أي جهة من تلك الجهات، حتى صار الجميع يرجع الموت بسبب حوادث السير إلى القضاء والقدر، وهذا التبرير يرفع المسؤولية عن الجميع ويخفف عذاب الضمير _ إذا كان موجوداً_ فهل تعمل الجهات المعنية على معالجة أسباب الحوادث للتخفيف من إزهاق الأرواح على الطرقات، وكأن حياة الإنسان أصبحت مثلها مثل أي سلعة خسارتها لا تعني سوى أهله ومحبيه..؟؟.