حان وقتُ رميها

ليس لأنها تأثّرت بما قالته إحدى خبيرات الطاقة عن ضرورة التخلص من كل الأشياء الفارغة في المنزل، بل لأنها أصبحتْ إحدى عاداتها الحديثة..

ولهذا وبشكل شبه دوري ترمي كل الأشياء التي لا لزوم لها، خلافاً لما كانت عليه في الماضي.

وكأننا من خلال فعل التخلّص من “كراكيبنا” القديمة، نفسح مجالاً للتجديد..

أو كأننا نمارس شيئاً من التخفّف من عبء حتى لو كان بصرياً.. لعله يتحوّل إلى حالة تخفيف “داخلي/نفسي”..

بالضبط، هذا ما شعرتْ به.. حين تخفّفتْ من عبء أفكار لازمتها لمدة، أفرغتْ حمولتها الذهنية تلك..

أطلقتها.. وحررتها من دماغها لتذهب إليه..

هكذا.. أحسّت بالخفّة.. وأنها حرّة من ثقل أفكارٍ وأوزان هواجس حان وقت رميها.

كم نحتاج من شجاعة حتى نكون قادرين على التخلص من أشيائنا (مادية ومعنوية)..

وما مقدار الجرأة التي تلزم حتى ننقلب على ما يحيط بنا من ماديات لا لزوم لها.. أو على قناعات.. آراء.. وأفكار.. اعتقدنا لزمن أنها تصنع ما نحن عليه ومَن نحن..؟

نظرتْ إلى طاولتها المفضلة.. وأدركت أن منظرها تغيّر لمجرد أنها تخلّصتْ من بعض محتوياتها التي بقيت تشغل حيزاً مكانياً دون أن تستخدمها إلا نادراً.

حرّرتْ ذاك الحيز رغبةً بإحداث شيء من تغيير ولو كان بصرياً بسيطاً.

لعلنا نصبح أسرى للأشياء مقدار ما نعتاد عليها.. وبالتالي تصبح جزءاً يحدّد بعضاً من كينونتنا.

إذا كانت بعض أشيائنا تختزن معانيَ لا يراها الآخرون هذا يعني أنها أصبحت تكتنز نوعاً من طاقة أو ذكرى أو حالة وجدانية معينة.. ولهذا ترتبط قيمة الأشياء بمعانيها.. وربما تزداد قيمتها حين ترتبط بأشخاص يعنون لنا الكثير..

والأهم من كل ذلك.. وإن اشتملت حياتنا وروتينها اليومي بعضاً من أشياء تختزل طاقة تستفزنا سلباً وإيجاباً.. إذاً ما هو حال الأشخاص من حولنا..؟

هل نبقى نحن أنفسنا على اختلاف من هم حولنا..؟

هل نصبح غيرنا مع تبدل علاقاتنا وأشيائنا..؟

ما يمنح كل الأشياء والأشخاص من حولنا درجة من الخصوصية بالنسبة لنا هو رؤية ما لا يراه الآخرون.

فكّرتْ بمن أحبّتهم يوماً.. بعدد الأصدقاء الحقيقيين.. والأشخاص الذين أثّروا بحياتها..

هل هي ذاتها مع كل هؤلاء..؟

هي نفسها، لكن بنسخٍ متغيرة.. مُعدّلة.. عن كل مرة سابقة..

وربما كان تعدّد النسخ دليلاً على كثرة التجارب وتطورنا.

ما يهم فعلاً أن تكون نسخنا أشبه بفسيفساء تشتمل على مختلف الألوان بتنوع ظلالها وتدرجاتها.

 

 

آخر الأخبار
مخلفات الحرب .. انفجارات خلال ثمانية أشهر ونداءات متكررة للحماية "التجاري" يطلب من المتقاعدين تحديث بياناتهم حملات المرور في حلب بين ضبط الفوضى واتهامات بالتشدّد أهالي جرمانا بين ظلام المنازل وعطش الأحياء مواجهة الضحايا بجلاديهم تفتح فصلاً جديداً في العدالة السورية حلب تطلق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي "مياه درعا" تكشف السبب الرئيسي لتلوث المياه في نوى مناقشة تطوير الاستثمار الوقفي في ريف حلب و"فروغ" المحال الوقفية وزير الأوقاف يزور مصنع كسوة الكعبة المشرفة جهود لتحسين الخدمات بريف دمشق دراسة إشراك العاملين في حكومة الإنقاذ سابقاً بمظلة التأمينات الاجتماعية أكاديميون يشرحون  الإصلاح النقدي والاستقرار المالي..  تغيير العملة سيؤدي لارتفاع البطالة ..اذا  لم ! مفاضلة القبول الجامعي تسير بسهولة في جامعة اللاذقية مرسوم رئاسي يمنح الترفع الإداري لطلاب الجامعات اجتماع الهيئة العامة لـ"غرفة دمشق": الشراكة لتعزيز الصناعة والتنمية الاقتصادية تبادل البيانات الإحصائية..  مشاركة سورية فاعلة للاستفادة من التجارب العالمية  " المالية"  تغيّر خطابها.. من الجباية إلى الشراكة مع " الخاص" الشيباني يجتمع مع وزير الدفاع اللبناني في السعودية ما دلالة انعقاد المؤتمر الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ بخبرات سورية مكتسبة…عمليات قلبية مجانية بمستشفى ابن رشد في حلب