لكل عام عنوان، ويبدو أن العام الحالي يمكن أن نطلق عليه عام الانتخابات، حيث كانت البداية بانتخابات مجلس الشعب، واليوم – في حلب وبقية المحافظات – تتهيأ النقابات والمنظمات والاتحادات وغرف التجارة لانتخابات مجالسها الجديدة للدورة الانتحابية القادمة، ورغم أن معظم المرشحين هدفهم خدمة الوطن والمواطن إلا أن بعض من سيخوض عمليات الترشح نجده يجيد لعبة “التمثيل” وإظهار الوجه البريء له ليكسب محبة الناخبين وصوتهم، تماماً مثل البعض الذي سوق نفسه الغيور على المواطن خلال السنوات الماضية، وهم حقيقة كانوا يبحثون عن مصالحهم في مشاهد مؤقتة تغيب بانتهاء عمليات الانتخاب وظهور أسماء الفائزين، ليعود المشهد إلى حالة غياب لمدة أربع سنوات، وهذه المشاهد التمثيلية يمكن أن نطلق عليها اسم “شوزوفرينيا الانتخابات” أي “انفصام الشخصية” وهنا يلعب بعض المرشحين هذا الدور.
لهؤلاء نقول: الوطن أمانة والمهام التي ستتولونها أمانة، فكونوا أهلاً لحمل الأمانة وأداء الرسالة، والمشاهد التمثيلية التي يقوم بها البعض أصبحت مكشوفة، ولاحصانة لفاسد مهما كانت صفته.
وللناخبين في كل مؤسسة أو هيئة أو في الأحزاب نقول: اليوم القرار لكم، وأنتم من سيصنع المستقبل، فعليكم أن تختاروا الأكفأ والأقدر على بناء الوطن وخدمة المواطن، وأن تكون نظرتكم ثقابة لكل مرشح، نظرة تكشف لنا حقيقة كل مرشح وفق معايير مبنية على القوة والأمانة، وأركز على موضوع الأمانة، لأن الأمين لا يخون، والقوي لا يخاف من قول الحقيقة، فالوقت وقت الجد والعمل، وفي النهاية كلنا سندفع ثمن اختيارنا الخاطىء، فلم لا يكون الاختيار صحيحاً من البداية ونجنب وطننا مشاهد الفساد التي نحن – أي المواطنين – أولى ضحاياها.

التالي