الثورة – منهل إبراهيم:
الخوف من انتفاضة كاملة في الضفة الغربية نشر الرعب في قلب كيان الاحتلال، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن القلق المحدد في جهاز الأمن الصهيوني هو من انتفاضة ثالثة كاملة البنيان يتخللها هجوم منظم في شمال الضفة على المستوطنات، أو المزارع الفردية غير المحمية، على غرار ما فعلته المقاومة في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
في غضون ذلك أوعز رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بمواصلة الهجوم في الضفة الغربية،وارتكاب المزيد من المجازر، في اليوم الرابع للعملية الواسعة، التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء ضد مخيمات شمال الضفة، وتركزت، اليوم السبت، في مخيم جنين في مدينة جنين، وهو المخيم الذي يصفه جيش الاحتلال بأنه “عش الدبابير”.
وأكد هاليفي، بعد ترؤسه ما يسمى جلسة لتقييم الوضع مع قادة المناطق العسكرية وقادة في هيئة أركان حرب الاحتلال لبحث الأنشطة العسكرية في كل الجبهات، وفي ضوء التطورات في منطقة الضفة الغربية، “مواصلة الجهود الهجومية والجهود الدفاعية في المستوطنات والطرقات ومنطقة التماس، بالإضافة إلى جاهزية واستعداد القوات”.
وزعم هاليفي أن الهجوم على جنين “يهدف إلى إحباط عمليات مثل تلك التي وقعت الليلة الماضية في منطقة عتصيون”، في إشارة إلى الهجوم المزدوج الذي وقع جنوب الضفة الغربية في مجمع مستوطنات “غوش عتصيون”، وأثار مخاوف إسرائيلية كبيرة من توسع المواجهة إلى الجنوب، بعدما ظلت إلى حد كبير طوال الحرب الحالية على قطاع غزة مركزة في شمال الضفة.
واقتحمت قوات صهيونية معززة مخيم جنين بعدما أنهت هجماتها على مخيمات طولكرم وطوباس، واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه خلال 4 أيام قتل 26 فلسطينياً واعتقل نحو 30 آخرين، مؤكداً أنه سيواصل هجومه الهمجي على جنين.
وانفجرت في مخيم جنين أعنف الاشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين بعد توغله في قلب حارات محددة.
وشوهدت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم حارات المخيم وتشتبك مع المقاومين الفلسطينيين وتنفذ عمليات اعتقال واسعة هناك، قبل أن تترك للسكان ملصقات كُتب عليها الاحتلال زاعماً: “عندما تعودون إلى منازلكم، ستعودون إلى مكان أكثر أماناً، لا تسمحوا للمجرمين بالتحكم في مستقبلكم، مستقبلكم بين أيديكم”.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن قتالاً ضارياً دار بين جيش الاحتلال والمقاومة في مخيم جنين، واستخدم جيش الاحتلال مئات الجنود من لواء “غفير”، ووحدة القوات الخاصة “دوفدفان”، ومهندسين قتاليين، وشرطة حرس الحدود، ومدرعات وجرافات وطائرات مروحية ومسيرات في الهجوم، مخلفين دماراً هائلاً في المناطق المقتحمة، فيما تصدى المقاومون الفلسطينيون لهم بالأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة.
وسُمع دوي اشتباكات عنيفة في حارة الدمج في مخيم جنين وانفجارات، وحلقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض قبل أن تخلي جرحى إسرائيليين.
وبحسب “القناة الـ14” الإسرائيلية، فقد استخدم المقاومون في المخيم، لأول مرة، صواريخ محمولة على الكتف، لكن لم يؤكد أي مصدر فلسطيني أو مصدر إسرائيلي آخر ذلك.
وجاءت العملية الأضخم في الضفة الغربية منذ عام 2002، في ذروة تحذير الاستخبارات الإسرائيلية من تصعيد متوقع في الضفة الغربية، لدرجة أن الأمر قد يتطور إلى انتفاضة ثالثة، ونقلت دائرة الاستخبارات تقديراً ينذر الأجهزة الأمنية بأن التصعيد في الضفة متوقع، وقد يكون حتى بحجم انتفاضة، ويشمل هجمات بالمتفجرات وعمليات استشهادية في “إسرائيل”.