الثورة- لميس عودة:
يواجه الأسرى الفلسطينيون أوضاعا كارثية ومأساوية في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي الذي يمعن بانتهاكاته الجسيمة لحقوقهم، والمتمثلة بالتعذيب الجسدي وسوء المعاملة وسياسة العقاب الجماعي والعزل الانفرادي، والتعذيب النفسي، والاعتقال الإداري، والتفتيش والإذلال، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، إضافة إلى جريمة الإهمال الطبي المتعمد، حيث يستخدمها الاحتلال كسياسة عقابية بحق الأسرى من أجل النيل منهم وقتلهم من خلال الموت البطيء، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأسرى بسبب هذه السياسة الإجرامية.
وفي هذا السياق، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن إدارة سجون الاحتلال تشن حربا نفسية وجسدية بحق الأسرى في معتقلاتها، تحت ذرائع وهمية، وبلا مبررات، ضاربة عرض الحائط باتفاقيات جنيف، والمواثيق الدولية والإنسانية كافة.
وأوضحت الهيئة، في بيان اليوم الأربعاء، نقلته وكالة وفا، أن الوضع ما زال سيئا في معتقل «النقب»، والعقوبات الانتقامية بحق الأسرى مفروضة بقوة منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
وفي هذا السياق، استعرضت الهيئة جملة من الإجراءات التنكيلية المفروضة على الأسرى في سجن «النقب»، حيث يتعرضون بشكل مستمر للضرب الشديد والإهانات، إضافة إلى انتشار واسع للأمراض التنفسية والجلدية والمتعلقة بالجهاز الهضمي وأمراض البكتيريا والفطريات، نظرا لغياب أدنى مقومات النظافة، والحرمان من الطعام والعلاج.
وأضافت الهيئة في بيانها أن الطعام سيئ كماً ونوعاً، فالوجبة المقدمة لـ10 أسرى لا تكفي إلا لأسير واحد، كما أن جودة الطعام رديئة، فغالبا ما يكون باردا ورائحته كريهة، علما أن بعض الأسرى فقدوا أوزانهم، إضافة إلى وجود إهمال طبي كبير ومتعمد بحق الأسرى، فلا علاج ولا فحوصات، ويتم حرمانهم من الفورة، كما أن زيارة المحامين محدودة وتتم وفق شروط معينة بصعوبة.
وأشارت إلى أنه منذ بداية العدوان على غزة لم يبدل الأسرى ملابسهم، فهم لا يملكون إلا ما يرتدونه، فيما زيارة الأهل والتواصل معهم هاتفيا ممنوعة بشكل مطلق.
وحمّلت الهيئة المسؤولية الكاملة للاحتلال وإدارة سجونها عن حياة الأسرى، داعية المؤسسات الحقوقية وأعضاء المجتمع الدولي كافة إلى التحرك الفوري للضغط على سلطة الاحتلال وإلزامها بقواعد القانون الدولي والشرعية الدولية وضمان حقوقهم كافة
وفي السياق ذاته، أكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أنه استُشهد في معتقلات الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول، ما لا يقل عن 24 أسيرا ممن تم الكشف عن هوياتهم وأُعلن عنهم، بالإضافة إلى العشرات من أسرى غزة الذين استُشهدوا في المعتقلات والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني.
