الثورة- ناصر منذر:
لليوم الحادي والأربعين بعد الثلاثمئة يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن حرب الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء قطاع غزة، متحدياً كافة القوانين الدولية والإنسانية، ومن دون أي رادع أو عواقب على جرائمه، طالما أنه يختبئ وراء مظلة الحماية الأميركية والغربية، ما يشجعه على الاستمرار بارتكاب مجازره الوحشية، والتي بلغت بحسب مؤسسات حقوقية 3568 مجزرة، وذلك وسط استمرار حالة الشلل التي يعاني منها مجلس الأمن وعجزه عن إصدار قرار جاد وفعلي يلزم الاحتلال بوقف عدوانه فوراً، والسماح بادخال المساعدات الغذائية والطبية بشكل عاجل إلى القطاع المنكوب، الذي بات يفتقر لأبسط مقومات الحياة، نتيجة الدمار الواسع الذي ألحقه الاحتلال في البنى التحتية، واستمراره بمنع إيصال المساعدات الإنسانية، إلى جانب مواصلته قطع الكهرباء والمياه عن القطاع.
ومع استمرار العدوان لليوم الـ 341 على التوالي، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 4 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها الى المستشفيات 64 شهيداً و 104 جرحى.
وقالت الوزارة في بيان اليوم أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ341 على القطاع ارتفع الى 41084 شهيداً و95029 جريحاً فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام والرمال وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
من جانبها ذكرت وسائل اعلام فلسطينية أنه استشهد في مدينة خان يونس، 13 فلسطينياً وأصيب عدد آخر بجروح جراء قصف طيران الاحتلال الحربي منزلاً في بلدة خزاعة شرق المدينة، ونقل عدد منهم إلى مستشفى غزة الأوروبي، كما استشهد صياد جراء استهدافه من قبل زوارق الاحتلال في عرض البحر مقابل مواصي خان يونس.
وفي بلدة جباليا شمال قطاع غزة، استشهد 9 فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، وعدد من المفقودين، إثر قصف الاحتلال لأحد المنازل في البلدة، فيما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب 11 آخرون، جراء استهداف الاحتلال لمنزل بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، شنت طائرات الاحتلال الحربية غارة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وعلى منزل في محيط أرض المفتي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على المناطق الشمالية من مخيم النصيرات، والجنوبية الغربية من مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأطلقت طائرات (الأباتشي) المروحية الحربية النار على منازل الفلسطينيين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة صوب حيي الزيتون والصبرة في مدينة غزة.
واستشهد أربعة فلسطينيين في غارتين منفصلتين على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما يواصل الاحتلال قصف ونسف المنازل في جنوب شارع ٨ جنوب مدينة غزة لليوم الثامن عشر على التوالي.
ووصفت مؤسسات حقوقية مهتمة بمتابعة العدوان الإسرائيلي على غزة، إحصائيات متعلقة بالعدوان بـ«الصادمة»، وأظهرت هذه الإحصائيات أن إجمالي عدد المجازر التي ارتكبها الاحتلال في عدوانه المتواصل، بلغ 3,568 مجزرة، بينما تم تسجيل نحو 10,000 مفقود. ومن بين الشهداء هناك 16,756 طفلاً و11,346 امرأة، بالإضافة إلى 885 من الطواقم الطبية و172 صحفياً.
من جانب آخر قتل 3 جنود للاحتلال الإسرائيلي، وأصيب 8 آخرون جراء تحطم مروحية عسكرية في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن 3 جنود قتلوا وأصيب 8 آخرون بعضهم بحالة خطيرة، جراء تحطم المروحية الليلة الماضية في مدينة رفح جنوب الشقطاع.
سياسياً: أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي هي انتهاك منهجي لاتفاقية الإبادة الجماعية وكافة القوانين البشرية المعروفة، ومن دون أي رادع أو عواقب على جرائمه، ما يشجعه على تكرار هذه الفظائع.
ونقلت وكالة وفا عن منصور قوله في رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: إنه (بعد مرور 11 شهراً من المذبحة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، يواصل الجنود الإسرائيليون الحملة الانتقامية والقاتلة والعقاب الجماعي والتدمير والذبح، وإلحاق الأذى بشكل متعمد بالفلسطينيين العزل، إلى جانب مواصلة المسؤولين الإسرائيليين التحريض العلني على إبادة الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ لاتفاقية الإبادة الجماعية).