درس من صغيرة

مصطفى المقداد:
سأحدثكم عن يارا، تلك الطفلة التي علمتني درساً لن أنساه أبداً فقد أخبرني صديقي يحيى سليمان المخرج السينمائي ، أن فتاة يافعة لم تبلغ الخامسة عشرة تدعى يارا المحاميد تقرأ وتتابع بدقة كل مقالاتي وتحقيقاتي في جريدة الثورة وهي معجبة كثيراً وترى فيّ مرجعاً ونموذجاً ، كما أنها تحمل ذات التقدير للفنان جهاد سعد وترى فيه طاقة إبداعية كبيرة.
وأضاف أنها تتمنى أن تلتقيني وتعرض أمامي بعض محاولاتها في الكتابة القصصية وبعضاً من خاطراتها، ولأن يحيى يرتبط معها بعلاقة قربى فقد وجدت نفسي محرجاً أمام عرضه على إحضارها إلى مقهى الروضة مساء اليوم التالي ، وهو ما كان، واجتهدت في ترتيب ملابسها ورغم ارتباكها فإن علامات الذكاء تبدو في محياها ، فسلمت وجلست إلى جواري مع جلسائي وأنا أتابع اللعب بطاولة النرد مع مصطفى السيد ، بينما هي تتحرق لمحادثتي والاطلاع على كم الأوراق التي أحضرتها، بعد دقائق، قليلة بالنسبة لي ، وطويلة جداً بالنسبة لها بدأت بتصفح ما كتبت بطريقة صحفي اعتاد القراءة السريعة لأقول لها أنها تمتلك قدرة لغوية إبداعية استطاعت بها تطويع قصصها القصيرة في خدمة معتقداتها وتخيلاتها وينتظرها مستقبل واعد إن استمرّت بمتابعة اجتهادها باعتبارها تمتلك موهبة كبيرة ولديها كذلك من المهارات الكثير.
وفي مساء اليوم التالي جاءني يحيى يحمل بضع وريقات نصفية تحمل أولاها عنواناً مثيراً بالنسبة لي وهو “لقاء مع مدير التحرير” تتحدث فيه عن الساعات التي عاشتها بانتظار اللقاء معي وكيف تهيبت الدخول إلى مقهى الروضة والأفكار التي راودتها وكيف ستتحدث معي وحالة الحوار والنقاش ، لتعيش صدمتها بتجاهلي لمكانتها وهي التي استعدت لهذا اللقاء واستجمعت الأجوبة الصحيحة لتكون في مستوى اللقاء مع شخصية ثقافية كبيرة ترى فيها الكمال والاكتمال وتسقط معها تلك الصورة التي رسمتها من قراءة سطور أتناول فيها قضايا سياسية كانت تحمل مضامين ثقافية وإنسانية سقطت في الواقع خلال اللقاء الأول.
والحقيقة أنني لم أقدر مدى معرفتها وحجم أحاسيسها وقيمة مشاعرها ، بل قرأت ما عرضت من مبدأ رفع العتب تقديراً لصديقي دون أن أعرف حجم ما كابدت من تجاهلي لوجودها خلال الدقائق التي انصرفت فيها إلى لعبة تضيع الوقت ولا تقدم شيئاً وتجاهلت أحاسيسها الجياشة تلك التي أفرغتها في قصتها ” لقاء مع مدير التحرير” الذي أرسلتها لي لتعلمني درساً في استقبال الضيوف ودرساً آخر أكثر عمقاً وهو كيفية التعامل مع المحبين والمعجبين.

آخر الأخبار
ماجد الركبي: الوضع كارثي ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً حاكم مصرف سورية المركزي: تمويل السكن ليس رفاهية .. وهدفنا "بيت لكل شاب سوري" عمليات إطفاء مشتركة واسعة لاحتواء حرائق ريف اللاذقية أهالي ضاحية يوسف العظمة يطالبون بحلّ عاجل لانقطاع المياه المستمر الشرع يبحث مع علييف في باكو آفاق التعاون الثنائي حافلات لنقل طلاب الثانوية في ضاحية 8 آذار إلى مراكز الامتحان عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل أردوغان يلوّح بمرحلة جديدة في العلاقة مع دمشق.. نهاية الإرهاب تفتح أبواب الاستقرار عبر مطار حلب.. طائرات ومروحيات ومعدات ثقيلة من قطر لإخماد حرائق اللاذقية عامر ديب لـ"الثورة": تعديلات قانون الاستثمار محطة مفصلية في مسار الاقتصاد   130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية