الثورة-رفاه الدروبي:
تعتبر صناعة الخزف أو ما يعرف بالفخار أوَّل حرفة في تاريخ البشرية، فهي خليط موفَّق رائع من الأصالة والمعاصرة، ومن الحرف اليدوية التقليدية الشاقة لاعتمادها على الأفران ذات الدرجات العالية، فالحرفي فنان يقضي ساعات طوال في تشكيل تحفته حتى يخرجها بإنتاج فني إبداعي مختلف، وتُمثِّل صناعته جزءاً مُهمَّاً من التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، إذ عكست نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية قديماً، فلم تكن المنازل تخلو منه.
المدرِّب في مركز التدريب المجاني للحرف التراثية التقليدية اليدوية الدمشقية محمد محفوظ أشار إلى أنَّ حرفة الفخار إحدى أقدم الحرف المعروفة عبر التاريخ، وتمّ البدء باستعمالها لصناعة الأواني المنزلية، ثم تطورت عبر التاريخ وأخذت أشكالها، وكانت منطقه أرمناز في إدلب مشهورة بها بسبب توفر المادة الطينية الحمراء، ثم تطورت أشكال الفخار عبر التاريخ من أوانٍ منزلية إلى ديكورات البيوت والقصور.
ولفت الحرفي محفوظ ابن «أرمناز» إلى أنَّه يتمُّ صناعة الفخار باختيار الطين ويتمُّ تصنيع العجينة، ثم تُترَك لتستريح مدة يوم أو يومين، وبعد تماسكها بالقوام المناسب تؤخذ وتوضع على الدولاب لتصنيع الشكل المطلوب، ويقوم الحرفي باستعمال أدوات النحت الخاصة لصناعته حسب الأشكال المرغوبة، وتترك القطعة لفترة كي تجفَّ من السوائل، وتدخل في أفران وتشوى بدرجة حرارة عالية.
