«التعفـــن السريـــري».. سلوك شائع يزيد القلق والاكتئاب

الثورة- بشرى سليمان:
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة غريبة تدعى (التعفن على السرير) وتشكل تحدياً بين رواد هذه المواقع خصوصاً مستخدمي التيك توك، وينشر البعض منهم مقاطع فيديو مصورين أنفسهم فوق السرير مع هواتفهم المحمولة ووجباتهم الخفيفة، مع البقاء على هذا الحال لفترات طويلة، ما دفع الخبراء لدق ناقوس الخطر بشأن هذه الظاهرة التي استقطبت الكثيرين..
في إطار ذلك «الثورة» التقت الطبيب النفسي أحمد خالد سجيع لمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة وهل ينبغي القلق منها؟
استسلام للرغبة
وأكد الدكتور سجيع أن (التعفن السريري) هو مصطلح يشير إلى حالة الاستلقاء في السرير لفترات طويلة من دون نشاط، ويعتبر سلوكاً شائعاً بين الأفراد خاصةً في ظل الضغوط النفسية والاجتماعية، ويُعرَفُ أيضاً باسم (التعفن في السرير) ويعبر عن الاستسلام للرغبة في البقاء في السرير، ويقضي الأشخاص وقتهم في مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية، مما يؤدي إلى إهمال الأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية، وعلى الرغم من أن هذا السلوك يوفر شعوراً بالراحة و الاسترخاء، إلا أنه من الممكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة النفسية مثل زيادة القلق والاكتئاب، خاصة إذا تحول إلى عادة دائمة، كما أن الخبراء يحذرون من أن (التعفن السريري) قد يكون علامة على الإرهاق النفسي أو الهروب من مشكلات الحياة مما يستدعي الانتباه وطلب المساعدة إذا استمر لفترات طويلة.
الأسباب
هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة تتعلق بالتغيرات الاجتماعية والنفسية التي يشهدها الأفراد، يذكرها الدكتور سجيع، وهي الإجهاد والتوتر الذي يعاني منه الكثيرون ويدفعهم للبحث عن وسائل للاسترخاء، مثل الاستلقاء في السرير لمشاهدة التلفاز، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، كوسيلة للتخلص من التوتر والقلق، كذلك الإدمان الإلكتروني وقضاء الوقت في الفراش مع الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر بدلاً من الانخراط بالأنشطة الاجتماعية أو البدنية، وأيضاً انتشار مفهوم (التعفن في السرير) كجزء من ثقافة العناية الذاتية، ويُنظر إليه على أنه طريقة للاسترخاء وإعادة شحن الطاقة، ورواج هذا السلوك على منصات مثل (التيك توك) ساهم في زيادة انتشاره والتشجيع على اتباعه.
بين الإيجابية والسلبية
يرى سجيع أن الاستلقاء في السرير فرصة للاسترخاء، كما أنه يخفف التوتر والقلق ويساعد الفرد على التعامل مع الضغوط اليومية وتحسين الحالة النفسية، ومن جهة أخرى قد يصبح التعفن في السرير وسيلة للهروب من التحديات الحياتية وتفاقم المشكلات بدلاً من معالجتها، كما أن قضاء فترات طويلة أمام الشاشات قد يقود للإدمان على التكنولوجيا مما يعزز من العزلة الاجتماعية ويؤثر سلباً على العلاقات الشخصية.
الصحة النفسية
يوضح سجيع أن قضاء فترات طويلة في السرير غالباً ما يرتبط بحالات القلق والاكتئاب والعزلة، ويؤدي إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية مما يزيد من الشعور بالوحدة والقلق الاجتماعي، وقد يكون وسيلة للهروب من التحديات الحياتية، إضافةً إلى تأثيره السلبي على النوم بسبب ربط السرير بأنشطة غير النوم كالهواتف الذكية أو مشاهدة التلفاز مما يؤدي إلى الأرق أو فرط النوم.
طلب المساعدة
يقول الطبيب: إذا استمر الأمر لفترات طويلة وأثر سلباً على الحياة اليومية، يُنصح بطلب المساعدة المهنية من خلال العلاج النفسي، وفي حالات الاكتئاب الشديد قد يُوصى أيضاً بالعلاج الدوائي، والأهم هو إيجاد التوازن بين الراحة والنشاط، والتعامل مع أي مشكلات كامنة بطريقة صحيحة، فالاستلقاء في السرير لفترات قصيرة في أوقات الفراغ قد يكون مفيداً، لكن التوازن هو المفتاح دائماً.
علماً أن أفضل الطرق لتحسين النوم دون اللجوء إلى (التعفن في السرير) هو تحديد روتين نوم منتظم حتى في عطلة نهاية الأسبوع لتنظيم الساعة البيولوجية للجسم، مع تهيئة بيئة مريحة للنوم (إضاءة خافتة ودرجة حرارة مناسبة وتقليل الضوضاء) وتجنب الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل، حيث أن الضوء الأزرق يؤثر سلباً على إنتاج الميلاتونين (هرمون النوم) وأيضاً تجنب الكافيين في فترة ما بعد الظهر، والوجبات الثقيلة قبل النوم، وهناك تقنيات للاسترخاء يمكن تجريبها مثل التأمل والتنفس العميق أو اليوغا قبل النوم لتخفيف التوتر والقلق.
وأخيراً تعتبر ظاهرة (التعفن في السرير) تحذيراً من مخاطر العزلة الاجتماعية والإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا، مما يستدعي الوعي والتحكم في السلوكيات اليومية.

آخر الأخبار
ماجد الركبي: الوضع كارثي ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً حاكم مصرف سورية المركزي: تمويل السكن ليس رفاهية .. وهدفنا "بيت لكل شاب سوري" عمليات إطفاء مشتركة واسعة لاحتواء حرائق ريف اللاذقية أهالي ضاحية يوسف العظمة يطالبون بحلّ عاجل لانقطاع المياه المستمر الشرع يبحث مع علييف في باكو آفاق التعاون الثنائي حافلات لنقل طلاب الثانوية في ضاحية 8 آذار إلى مراكز الامتحان عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل أردوغان يلوّح بمرحلة جديدة في العلاقة مع دمشق.. نهاية الإرهاب تفتح أبواب الاستقرار عبر مطار حلب.. طائرات ومروحيات ومعدات ثقيلة من قطر لإخماد حرائق اللاذقية عامر ديب لـ"الثورة": تعديلات قانون الاستثمار محطة مفصلية في مسار الاقتصاد   130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية