الثورة- فردوس دياب:
مع تزايد الوعي العالمي بالنظام البيئي، والبدء بعملية ترشيد الطاقة ومحاربة التلوث الصناعي واتجاه العالم إلى ما يسمى بالطاقة النظيفة، ظهر مصطلح «التعليم الأخضر»، وبدأت الكثير من الدول في الاعتماد على التقنيات والسلوكيات والتطبيقات والأدوات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة وخفض الاعتماد على الممارسات والسلوكيات والمنتجات الخاطئة، وصولاً إلى المتعلم لتوعيته بالدور البيئي والتغيرات المناخية وكيفية التعامل معها.
مستقبل أكثر استدامة
الأستاذة في كلية التربية بجامعة دمشق الدكتورة منى كشيك في حديثها لـ «الثورة»، عرفت «التعليم الأخضر» بحسب منظمة اليونسكو بأنه عملية تثقيفية شاملة تتضمن عدة جوانب معرفية ومهارية ووجدانية تهدف إلى إعداد مواطن قادر على التنبؤ بالمشكلات البيئية المستقبلية، وتأهيله وتدريبه على سيناريوهات المواجهة مما يحد من تأثيرها، من هنا يمكن القول إن التعليم الأخضر هدفه النهائي هو بناء مستقبل أكثر استدامة للكرة الأرضية من خلال تعزيز الإشراف المسؤول على الموارد الطبيعية، وتقليل الضرر الذي يلحق بالبيئة، وهذا بالطبع يتطلب من الجميع نهجاً شاملاً يتضمن المعرفة العلمية والاعتبارات الأخلاقية والحلول العملية للتحديات البيئية في العالم الحقيقي.
وتابعت: إنه بناء على ذلك فرضت التغيرات المناخية مفهوماً جديداً في التعليم يطلق عليه «التعليم الأخضر»، وبصورة أدق المدرسة الخضراء وكلها مصطلحات تشير إلى تأكيد ربط مخرجات العملية التعليمية بشتى مراحلها المختلفة بمقومات التنمية المستدامة، وتوظيف التقنيات الحديثة والتكنولوجيا في كافة مجالات العملية التعليمية استنادًا لمجموعة من المؤشرات صديقة للبيئة.
الوعي البيئي
من هنا يعد «التعليم الأخضر»- بحسب الدكتورة كشيك- من المفاهيم التربوية الحديثة، لأنه يرتبط بالجانب البيئي من جهة، ويركز من جهة أخرى على التنمية المستدامة، فهو يهدف إلى زيادة الوعي البيئي لدى الطلبة في كافة المراحل التعليمية ويعمل على تحسين وتنمية مهاراتهم العقلية والاجتماعية لخلق بيئة صحية مستدامة، وبالتالي تعزيز ممارسة أنشطة صديقة للبيئة.
فالتعليم الأخضر هو عملية تثقيفية وتوعوية لخلق جيل قادر على تحديد المشكلات البيئية التي تعاني منها الكرة الأرضية، ووضع حلول لها وضوابط من شأنها ضمان عدم تفاقم مثل هذه المشكلات، وتضيف: إن ذلك يتم من خلال العديد من الطرق والأساليب المستخدمة في العملية التعليمية بمكوناتها، وفي مقدمتها المناهج المدرسية في كافة المجالات التي تعلم الطلاب العلوم الصحية والعلوم البيئية والبرامج الجامعية التي تدرب المهنيين على الممارسات والتقنيات المستدامة.
أدواته ووسائله
وبالنسبة لأدوات ووسائل «التعليم الأخضر» بينت الأستاذة في جامعة دمشق، أن «التعليم الأخضر» يستخدم مجموعة من الأدوات وهي كالآتي:
1-المناهج الدراسية حيث دمج الموضوعات البيئية في المناهج التعليمية في المراحل التعليمية كافة (من التعليم الأساسي وحتى الجامعة)، ويمكن أن يشمل ذلك مناهج متعددة التخصصات تدمج الموضوعات البيئية في مجالات أخرى.
٢-التعليم التجريبي والذي يرتكز على الخبرات التعليمية، مثل الرحلات الميدانية والأنشطة الخارجية ومشاريع التعليم والخدمات التطوعية ،حيث تتيح هذه التجارب للمتعاملين التواصل مع الطبيعة ومراقبة الأنظمة البيئية أثناء العمل، وتطوير مهاراتهم العملية.
٣-التكنولوجيا: وهي التطبيقات والتقنيات التي تعتمد نظام التعليم الأخضر من خلال البرامج الذكية لتصميم برامج وتطبيقات ذكية للاستفادة منها في العملية التعليمية التعليم بـ(الآيباد)، وما شابه ذلك من الأجهزة اللوحية كبديل عن المقررات الورقية، ويسهل بذلك تطبيق (بويد) في التعليم بالمدارس الذي يمكن الطلاب استخدام أجهزتهم الشخصية دون الحاجة للتعامل مع الحاسوب، كما أن المنصات التعليمية والاجتماعية مثل (ادمودو) والتي توفر بيئة آمنة الاتصال والتعاون وتبادل المحتوى التعليمي وتطبيقاته الرقمية تعتبر أيضاً من الأدوات التي تعتمد فلسفة التعليم الأخضر وتشجع عليه.
٤-إشراك المجتمع في عملية التعليم الأخضر من خلال العمل مع مجتمعات محلية لتعزيز الممارسات والسلوكيات المستدامة ويكون من خلال المشاريع المجتمعية (الحدائق المجتمعية) أو مبادرات أهلية وإعادة التدوير(كان لنا مبادرات كلن معكم وإقامة معرض لتدوير الأقمشة بعد تدريب عدد من طلاب رياض الأطفال).
فضاء تفاعلي
أما عن فوائد التعليم الأخضر فقد أكدت الدكتورة كشيك أن فوائده تتجلى في تحسين جودة التعليم وتوسيع مدارك الطالب والتواصل المباشر والنشاط بين الطالب والمعلم، وإطلاع ولي الأمر الدائم على مستوى ابنه الدراسي، وتحول الفصول التقليدية إلى عالم افتراضي يحاكي الواقع.

السابق