الثورة – ترجمة رشا غانم:
وضحت خريطة جديدة للمريخ عن هياكل غامضة مختبئة تحت طبقات الرواسب في المحيط المفقود.
حيث اكتشف الباحثون حوالي 20 بنية منتشرة حول الغطاء القطبي الشمالي للكوكب وهي أكثر كثافة بكثير من محيطها.
هذا وتختلف الهياكل من حيث الشكل والحجم، فيشبه أحدها شكل الكلب، مما يترك الفريق في حيرة من أمره لأنهم لا يعرفون بالضبط ما هي التشكيلات أو من أين أتت، ولكن لديهم بعض النظريات.
وإحدى الأفكار هي أن الهياكل كانت مضغوطة بسبب ضربات النيزك القديمة، أو تشكلت بسبب النشاط البركاني، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للوصول إلى قاع هذه الحالات الشاذة تحت الأرض.
استخدم فريق من العلماء الدنماركيين، انحرافات صغيرة في مدارات الأقمار الصناعية لإنشاء صورة لمجال جاذبية المريخ، أو منطقة الفضاء حول كوكب حيث يمكن الشعور بقوة جاذبيته، ولقد فعلوا ذلك للبحث عن أدلة حول كيفية توزيع الكتلة في جميع أنحاء باطن كوكب الأرض.
قام الفريق أيضاً بدمج هذه الملاحظات مع بيانات حول سماكة ومرونة قشرة المريخ، بالإضافة إلى ديناميكيات عباءة الكوكب وداخله العميق، وسمح هذا للباحثين بإنشاء خريطة عالمية لكثافة المريخ والتي كشفت عن وجود 20 بنية تحت الأرض غير معروفة سابقاً ومنتشرة حول الغطاء القطبي الشمالي للكوكب، حيث أنّ الهياكل حوالي 19 إلى 25 رطلاً لكل قدم مكعب، وأكثر كثافة من محيطها، وتختلف في الشكل والحجم، وبالإضافة إلى ذلك، فهي مغطاة بطبقة سميكة وناعمة من الرواسب التي ربما كانت ذات يوم قاع البحر.
قبل مليارات السنين، لم يكن المريخ هو الكوكب الصحراوي الذي نعرفه اليوم، كان ذات يوم مغطى بالمحيطات والأنهار، لكن المياه جفت في تحول مناخي شديد، والآن، الدليل الوحيد على هذه المسطحات المائية يكمن في السجل الجيولوجي للمريخ- مثل طبقة الرواسب هذه.
وبالنسبة للهياكل الموجودة تحتها، قال المؤلف الرئيسي بارت روت:” يبدو أنه لا يوجد أثر لها على السطح”.
“ومع ذلك، من خلال بيانات الجاذبية، لدينا لمحة محيرة عن التاريخ الأقدم لنصف الكرة الشمالي للمريخ”.
لكن يواجه روت وفريقه صعوبة أكبر في معرفة ماهية هذه الهياكل الأخيرة، ومن أين أتوا، والآن، لديهم نظريتان رئيسيتان.
إما أن الهياكل كانت مضغوطة بسبب أحداث الاصطدام القديمة، مثل ضربات النيزك، أو أنها تشكلت من خلال نوع من النشاط البركاني، وتتحدى هذه الفكرة الأخيرة نظرة العلماء القديمة للمريخ ككوكب غير نشط جيولوجياً.
ولكن بينما أظهرت الدراسات أن المريخ ليس له نشاط جيولوجي مثل الأرض، فإن مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أنه ليس ميتاً تماماً.
وتضيف دراسة روت إلى هذا الدليل ليس فقط من خلال اكتشاف الهياكل التي قد تتشكل بركانياً، ولكن من خلال اكتشاف منفصل تماماً.
وبالإضافة إلى العثور على الهياكل الغامضة، كشف تحليل الفريق أن عباءة المريخ قد تستضيف عمليات جيولوجية نشطة يمكن أن تغذي أوليمبوس مونز، أكبر بركان معروف في النظام الشمسي.
ويقع أوليمبوس مونز في منطقة ثارسيس مونتز بالقرب من خط الاستواء في المريخ، ويقدر العلماء أنه لم يندلع منذ 25 مليون سنة.
إن الجيولوجيا الجوفية لمنطقة ثارسيس كثيفة بشكل لا يصدق، لكن روت وفريقه اكتشفوا كتلة أخف بكثير تقع على عمق 700 ميل تحت السطح.
إنه يعتقد أن هذه الكتلة عبارة عن عمود هائل من الصهارة يمتد لمسافة 1000 ميل في عباءة المريخ، وعلاوة على ذلك، قد يكون هذا العمود في طور الفقاعات على السطح.
وختم روت:” هذا يعني أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية فهمنا لدعم بركان أوليمبوس مونز ومحيطه”.
إنه يظهر أن المريخ قد لا يزال لديه حركات نشطة تحدث بداخله، مما يؤثر وربما يصنع ميزات بركانية جديدة على السطح.
المصدر – ديلي ميل