ثورة أون لاين- أحمد ضوا: من المحزن والمؤلم إلى الحدود القصوى أن يكون جزء مما يجري في سورية سببه سوريون فقدوا البوصلة الوطنية وضلوا طريق العودة وانخرطوا بأعمال عدائية ضد وطنهم
وشعبهم رغم اتضاح الأوضاع والمخاطر المحدقة نتيجة تكالب القوى الاستعمارية وأدواتها في المنطقة ضد الشعب السوري المتمسك بسيادته وكرامته.
فما يقوم به بعض السوريين الذين اتخذوا من الإرهاب سبيلاً لهم لم يكن يخطر في بال أحد، ولذلك نرى الوجوم والريبة والاستغراب بادية على السوريين في سيرورة حياتهم ولا يجد الكثيرون منهم غضاضة في اعتبار ما يقوم به بعض السوريين وصمة عار في جبينهم إلى أبد الآبدين وستلاحقهم لعنة الشعب السوري الذي اتصف على مدى العقود والقرون الماضية بالتوحد أمام غطرسة المعتدين والطامعين بالوطن السوري.
فالجرائم والمجازر التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة ضد الأهالي المسالمين وأبناء الوطن والأطفال والنساء لاستجلاب المزيد من الضغط والتدخل الخارجي على وطنهم سورية لن يكون سلاماً وبرداً على الشعب السوري وتستخدمه الدول المعادية لسورية وقوداً في أجندتها التي لم تعد خافية على أحد.
إن القلة من السوريين الذين ارتضوا أن يكونوا وقوداً في هذا المشروع العدواني ضد وطنهم خدعوا بالأموال والإغراءات والوعود بالإمارات وحوريات الجنة دون أن يحسبوا أو يقدروا خطورة الانجرار وراء أوهام لن ينالوا منها شيئاً عندما يتعرض الوطن للأخطار المحدقة، وهذا يستدعي من جميع السوريين بمن فيهم المسلحون والإرهابيون والمحرضون والصامتون والمغرر بهم وغيرهم إعادة النظر والتفكير بهدوء بما يحضر لسورية في الخارج وإجراء مراجعة متأنية للأحداث خلال الأشهر المنصرمة من الأزمة واتخاذ القرار بما يحافظ على الوطن ويعزز مكانته ودوره إقليمياً ودولياً بعيداً عن المصالح الضيقة والأمراض الاجتماعية التي عمدت وسائل الإعلام المعادية المشتركة في سفك الدم السوري وعلى رأسها الجزيرة والعربية إلى إعادة النفخ فيها وصولاً إلى ضرب استقرار المجتمع السوري ودفعه إلى الصدام.
إن تصعيد المجموعات الإرهابية المسلحة ضد الشعب السوري لا ينفصل عن التصعيد الإعلامي والسياسي لأعدائه وإدراك هذه الحقيقة يجب أن يكون دافعاً لجميع أبناء الوطن للعمل والتعاون وتناسي الخلافات والتباينات لدرء المخاطر المحدقة ومساعدة الدولة في مواجهة الإرهاب الذي تدعمه وتغذيه دول عربية وإقليمية لا تخفي انخراطها ودعمها للإرهابيين بالمال والسلاح.
فهذه المرحلة هي فرصة لإظهار حقيقة ومعدن المجتمع السوري المتعاون المتسامح والمنفتح وليست مناخاً مناسباً لتصفية الحسابات مع الغير او مع الدولة وتحقيق المصالح الضيقة على حساب أمن الوطن واستقراره.
إن إنهاء الأزمة في سورية ودفع أعدائها للانكفاء والإحباط والتراجع مرهون بتفاني الشعب السوري في الدفاع عن وطنه ورفض كل المغريات الخارجية التي لن تفيد في شيء عندما يكون الوطن معرضاً للخطر كذلك، وهناك الكثير من الأدلة والحقائق الكفيلة بدفع المتورطين للعودة إلى جادة الصواب ومن يستمر في هذا الطريق سيكون مسؤولاً عن كل تهديد أو مصاب يتعرض له الوطن.