ثورة اون لاين: بإعلان تشكيلة الحكومة (العتيدة) المتوقع خلال أيام تكتمل الخطوات الاصلاحية التي قطعت شوطا تشريعيا مهما رغم الأزمة ورغم الأوضاع الصعبة التي مررنا بها، وهو ما يؤشر الى جدية الاصلاحات والتصميم على انجازها انطلاقا من الحاجة لها وليس استجابة للضغوط الخارجية،
ذلك أن العلاقة بين الأزمة والإصلاح هي علاقة محدودة جرى التذرع بها لاختلاق الأزمة وإشعال فتيل الفتنة استهدافا لسورية الدولة والموقع والدور الوطني والقومي الرائد.
رغم اكتشافنا للحقيقة (الذريعة).. ورغم معرفتنا المؤكدة بأن الخارج- غربا وعربا- لا يهتم لأمر الاصلاح ولا يريده لسورية، لم نتردد في اتخاذ كل الخطوات المؤدية اليه لسببين لا يخفيان أولهما: الحاجة الحقيقية للإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى مما كانت، وثانيهما: سد الذرائع وجعل مواقف الدول الصديقة والحليفة أكثر قوة وصلابة في مواجهة حملة الكذب والنفاق الكونية على سورية.
مع اعلان التشكيلة الحكومية الجديدة تكون سورية قد ثبتت مصداقيتها، وتكون أسقطت ورقة التوت التي لم تستر عورات كل الأطراف التي سعت واشتغلت على خلق وتعميق الأزمة، وتكون قد قطعت المرحلة الأكثر صعوبة وتعقيدا، وتكون قد نجحت بوعي شعبها وحكمة قيادتها في اجتياز كل التحديات وعلى جميع الصعد والمستويات.
وربما، بل من المؤكد أن النجاحات الناجزة والمتحققة في غير اتجاه هي ما جعل الغرب والأعراب يعيشون حالة هيستيرية غير مسبوقة، اذ لا يمكن لأحد أن ينكر أو يقلل من أهمية ما تم انجازه، ذلك أن الغرب له تجاربه ويدرك معنى قيام الدولة وهي في عين العاصفة وقلب الأزمة بإلغاء حالة الطوارىء، وإصدار قوانين للانتخابات والأحزاب والإعلام، وإجراء انتخابات الادارة المحلية ومجلس الشعب، والاستفتاء على الدستور الجديد وإقراره، وتشكيل حكومة جديدة.
يقدر الغرب- وان لم يعترف- أهمية هذه الخطوات لأنه يعجز وتعجز أغلبية دوله عن تعديل قانون للضمان الصحي خلال فترة رئاسية أو تشريعية كاملة، أما الأعراب فلا أهمية لتقديرهم ولا لاعترافهم من عدمه لأنهم يجهلون أصلا كل هذه المفردات بسبب عدم توفرها بنظم الحكم البدائي والاستبدادي المتخلف والموروث في بلدانهم التي فصلها الاستعمار لهم على مقاسات جهلهم.
في كل الأحوال سواء اكتملت خطوات الاصلاح أم لم تكتمل نحن نعرف أن ذلك لن يوقف المخطط التآمري والحرب الكونية على سورية، ولن يمنع الارهاب أو يوقف الجرائم وأعمال التخريب، لكننا مصممون على كسب الرهان ومواجهة التحديات والتهديدات حماية للوطن وبناء لسورية المتجددة، وقد يكون نجاح العمل والأداء الحكومي خلال المرحلة المقبلة أهم ما يمكن تسجيله -الى جانب أولوية استعادة الأمن- سواء لجهة الاشتغال على الملفات الشائكة والمعقدة المؤجلة، أم لجهة العمل على تعديل القوانين والأنظمة بما ينسجم مع روح ونصوص الدستور الجديد والقوانين والتشريعات الصادرة.
محكومون بالأمل.. وما من خيارات أمامنا سوى النجاح، وشعبنا العربي السوري الذي يرفض الانكسار في زمن الانهيار… شعبنا العربي السوري الذي حفظ وسيحفظ العروبة ويحميها من شرور الأعراب يستحق من حكومة الدكتور رياض حجاب أداء حكوميا مميزا نتطلع اليه ونتوقعه من فريق رئيس مجلس الوزراء العتيد الذي وجدناه وزيرا مجتهدا في أربع جهات الوطن، وداخل المكتب.
علي نصر الله