الثورة- نيفين أحمد:
التنمر ظاهرة اجتماعية منتشرة كثيراً في وقتنا الحالي وخاصة في المدارس، إذ يختلف التنمر المدرسي عن المضايقات العابرة أو المشاجرات التي قد تحدث بين الطلاب من حين لآخر، فهو سلوك عدواني متكرر قد يكون في صورة الضرب المتكرر أو الإهانة الكلامية أو نشر الشائعات، وغالباً ما يتنمر الطلاب الأقوى على الأضعف منهم بدنياً أو نفسياً، ما يجعل الكثير من أطفالنا يرفضون الذهاب إلى المدرسة.
ولإلقاء الضوء على هذه الظاهرة استطلعت «الثورة» أراء بعض الأشخاص واختصاصية في علم النفس.
ظاهرة موجودة
الطالبة غزل تقول: إني تعرضت كثيراً للتنمر من أصدقائي في المدرسة بسبب لون بشرتي السمراء، ولكن تجاوزتها بعد مدة قصيرة، وذلك بمساعدة والدتي وهي معلمة في المدرسة التي أدرس بها، ولكن كانت فترة عصيبة جداً بالنسبة لي.
وتقول أم ماري- وهي والدة لإحدى الفتيات التي تعرضت للتنمر: لقد عانيت كثيراً من هذا الموضوع مع ابنتي التي كانت ترفض الذهاب للمدرسة بسبب تنمر أصدقائها وصديقاتها عليها، بحجة قصر قامتها، ولكن عالجت الموضوع من خلال الذهاب للمدرسة والجلوس لساعات طويلة مع ابنتي، وكذلك مع أصدقائها، لكن من غير علمها، وحاولت التوصل لحل والآن هم من أفضل الأصدقاء لديها.
السيدة منى- ترى أن هذه الظاهرة موجودة بكل بيت، وهي ليست مقتصرة على المدرسة، فهناك تنمر في العمل وفي الشارع وفي كل مكان يتعرض الكبير والصغير.
التمكين والاهتمام
وللتوسع أكثر بهذا الموضوع كان لنا وقفة مع الاختصاصية في علم النفس زينب أحمد التي بينت لـ «الثورة» أن ظاهرة التنمر تشكل خطراً محدقاً على الأطفال، لما له من أثر سلبي بليغ في نفوس أطفالنا يبقى يعاني منها فترة طويلة إذا لم يتدخل أحد الأبوين أو المتخصصين لوضع حد للمشكلة.
وتشير إلى أن أطفالنا في هذه المرحلة يحتاجون إلى التمكين والاهتمام المتواصل، ومن الضروري إيجاد بيئة آمنة له حتى يمكنه التحدث عن أي شيء بلا خوف من لومه أو السخرية منه أو الشعور بأنه لا أحد سيفهمه.
وعن كيفية مواجهة التنمر أشارت أحمد إلى أنها تنصح الأمهات بضرورة تعليم أطفالهن كيفية عدم التعرض للتنمر، منوهة بضرورة أن تبتكر الأمهات طريقة أو وسيلة لتساعده في حماية طفلهن من أي تنمر لفظي أو جسدي، لأن هذه الظاهرة تعتبر من المشكلات الخطيرة المنتشرة بين الطلاب، ولاسيما في أواخر مرحلة الطفولة وبداية المراهقة.
وتتابع الاختصاصي النفسية بالقول: لا يمكننا الاستهانة بها وبعواقبها لأنها تؤثر بشكل سلبي، كما أنها تهدد سلام الطلاب النفسي وتحصيلهم الدراسي وقدرتهم على الانخراط في المجتمع وإنشاء علاقات سليمة وقوية مع الآخرين.
ضرورة التشجيع
وأكدت أيضاً على ضرورة التشجيع من خلال التحدث في تلك المضايقات التي يتعرض لها طفلها، مشددة على ضرورة حرص الأم على البقاء هادئة والاستماع بكل حب كي يتعود طفلها على مشاركة مخاوفه معها، موضحة ضرورة تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال إخباره بنقاط قوته وتميّزه، لأن ذلك يساهم ويساعده في الشعور بالثقة العالية بنفسه.
ونوهت أحمد بأن يمارس أطفالنا الذين يتعرضون للتنمر رياضة الدفاع عن النفس فهي رياضة تكسبه شجاعة وقوة شخصية.
دور الأهل
ورداً على سؤالنا حول دور الأهل قالت الاختصاصية أحمد: إذا شعر الأهل أن الوضع خطر بالنسبة لأطفالهم، هنا لا بد من الذهاب للمدرسة ومعالجة الموضوع لإيقاف هذا المتنمر من أجل سلامة طفلهم، مبينة أن للتنمر عدة أنواع:
فهناك التنمر الجسدي ويأتي في صورة ضرب أو أخذ الأغراض بعنف من الشخص الآخر مما يسبب أذية له.
وهناك التنمر اللفظي ويقوم على سخرية الطفل المتنمر من أحد زملائه أو إلقاء تعليقات سلبية على مظهره وإهانته واستخدام الألفاظ النابية عند التحدث معه.
أما التنمر الذي ينتشر بين الفتيات خاصة هو التنمر الاجتماعي القائم على نشر الشائعات أو قصص مسيئة، أو الانفراد ببعض الأصدقاء واستبعاد آخرين من المجموعات.
وأخيراً، التنمر الإلكتروني ويستخدمه المتنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإيذاء زملائه أو مضايقتهم، أو نشر معلومات مسيئة عنهم مع إخفاء هويته ما يصيب الطفل المُتنمَّر عليه بالخوف والشعور الدائم بعدم الأمان.