الوصلة بمليوني ليرة..بيع الشعر.. ظاهرة تبحث عن سبيل آمن لوقاية العوز

الثورة- تحقيق علا محمد:
“ما عندي حل إلا بيع شعري” كان رد إحدى السيدات التي التقت بها صحيفة الثورة في أحد صالونات التجميل، عند سؤالنا لها عن سبب قصّ شعرها الطويل بعد اتفاقها المسبق على تحديد سعره وبيعه، لتتابع: “ترتب عليّ الدين بسبب تحضيري للمونة من المكدوس وغيره، وزوجي موظف يكفيه ثقل اللوازم المدرسية لأطفالنا منذ بداية العام الدراسي والتي تزامنت مع تحضير مونة الشتاء، وأنا في عمر الثلاثين أملك صحة جيدة وشعراً طبيعياً صحياً، حين سمعت أن قيمة الشعر هذه الأيام تقدر بمبلغ مغر، قررت بيعه وسدّ الدين”.
الاستماع لهذه السيدة وهي تتحدث بقوة أثار لدينا الرغبة لمعرفة شعورها حيال قصّ شعرها فكان سؤالنا: هل أنت حزينة لذلك؟ لتجيب: “أكيد” وبين ابتسامة شفتيها ودموع ملأت عينيها، يضيع الناظر.
إحدى الفتيات نشرت على صفحات “الفيسبوك” صورة لشعر ابنتها البالغة من العمر ١٥ عاماً وكتبت: “البيع من نصيب أعلى سعر” وعند التواصل معها تبين أنها بحاجة لتوفير الطعام لأطفالها.
وحالات كثيرة حدثنا عنها حلاق السيدات، وبيّن أنها في ازدياد كبير هذا العام، وبلغ عدد الفتيات اللواتي ترددن على صالون الحلاقة الخاص به لبيع شعرهن منذ عدة أشهر مضت ثماني فتيات، وتنوعت الأسباب بين الحاجة لدفع آجار منزل أو لشراء مونة، أو الاستطباب الصحي.. وغيرها من الأسباب القاهرة.
ولفت إلى أن سعر وصلة الشعر الطبيعي الصحي الطويل يتجاوز المليوني ليرة سورية، وهناك صالونات تجميل تبيعها بـ ٥ ملايين ليرة وأكثر، وبالرغم من أنه لا يتاجر ببيع الشعر إلا أنه يعمل على مساعدة الفتاة التي تقصّ شعرها في إيجاد مبيع له من خلال مراكز التجميل.
الطبيعي هو الأغلى
رئيس جمعية المزينين سعيد قطان أوضح لـ”الثورة” أن قصّ الشعر للبيع ازداد بشكل ملحوظ وخاصة في أرياف المحافظات، ليتم بيعه في المدن، لافتاً إلى أن وصلات الشعر الطبيعي أكثر مبيعاً في محافظة دمشق للطلب الكبير عليها.
أما بالنسبة لتسعير الشعر فقد بين أنه لا سعر محدد للشعر، وهذا متعارف عليه في كل دول العالم، بل يتم تقدير ذلك بحسب نوع الشعر وطوله، وتوافق الطول مع الغرام، فالشعر الطبيعي هو أغلى أنواع الشعر في حال كان بحالة صحية لا يعاني من أي تلف وغير مصبوغ، يليه الشعر الطفولي والشعر المصبوغ والمخلوط بالشعر المعالج.
وسيلة للتحرر
وعن علاقة قصّ الشعر بالصحة النفسية عند النساء أوضحت الدكتورة النفسية غالية اسعيد أنه يُصنف نوعاً من أنواع الإيذاء النفسي، تقوم به بعض النساء كدليل على رد فعل نفسي مؤلم كالانفصال العاطفي أو فقدان شخص عزيز، وقد لوحظ فعل قصّ الشعر بشكل مفاجئ بين الفتيات اللاتي يعانين من الاكتئاب والتوتر والقلق واضطرابات في الشخصية.
وأوضحت أنه بناءً على الأبحاث فإن بعض الفتيات يعتبرن قصّ الشعر وسيلة للتحرر من الضغوط النفسية المتراكمة بداخلهن، ويعتقدن أن بالتخلص منه سيشعرن بالارتياح، فيقبلن على قصّ شعرهنّ لتجاوز مشكلة ما، وليؤكدن لأنفسهنّ أنهنّ قويّات قادرات على التخلّي عن أغلى ما يملكن.
التأثير النفسي
وتابعت الدكتورة اسعيد أنه على صعيد آخر قد نجد بعض النساء والسيدات يلجأن إلى بيع شعرهن إلى محال مصففي الشعر، فيكون شعرهن طويلاً وجميلاً ويكون له ثمن جيد نوعاً ما، وهنا تكون السيدة في حالة نفسية غير مستقرة وتحتاج إلى السند والرعاية، لأن الشعر الجميل بالنسبة لأي سيدة يكون من أهم علامات جمالها وأنوثتها، فهي عندما تقدم على هذا التصرف بسبب ضائقة مالية أو كرب عاطفي يكون لذلك أسباب مهمة، إما شكل من أشكال الرعاية الذاتية، فبعضهنّ يمتلكن القدرة على تجاوز المشكلات البسيطة إلى المتوسطة، مثل مشكلات العمل أو الانفصال عبر إجراء تغيير في مظهرهنّ فحسب، أو شكل من أشكال الإنكار والرفض.
وأضافت أنه بالنسبة للكثيرين، فإنّ التغييرات الخارجية قد تكون بمثابة حلول سريعة للمشكلة واستعاضة عن الحلول الفعليّة التي قد تستغرق وقتاً أطول وتتطلب جهداً أكبر، كذلك فإنّ التغييرات التي تجريها النساء في مظهرهنّ قد تكون بمثابة درع لإنكار المشكلة، أو مجرد الشعور بالملل وبداية تغير كبير في حياتهن أو فقدان السيطرة.. ففي بعض حالات فقدان السيطرة، قد يمنحهن الحصول على مظهر جديد إحساساً بالتحكم والقوّة، الأمر الذي قد يساعدهن فعلياً في الشعور بنحو أفضل، ويعطيهن دفعة إيجابية لمواجهة المشكلات.
وبالعودة إلى بيع الشعر لدى بعض النساء أكدت الدكتورة اسعيد على أنه عندما تقدم السيدة على بيع شعرها قد تكون في صراع نفسي مؤلم بين التخلي عن أحد مظاهر جمالها وحاجتها الشديدة إلى ثمن شيء ما، وقد تمرّ في بداية الأمر بنوبة من البكاء الشديد والحزن الكبير، ومن ثم قد تتحول إلى حالة من القوة والثقة بالنفس كونها استطاعت التخلي عن جزء مهم منها.
وفي النهاية حسب معظم الدراسات النفسية فإن قصّ الشعر هو شكل من أشكال التمرد والثورة على الذات، منوّهة بأنها قد تكون وسيلة تعبير عن شيء معيّن لا يستطيع المرء قوله بالكلمات.

 

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى