الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:
اختتمت الرابطة السورية للأطباء النفسيين أعمال المؤتمر الدولي السنوي الأول، والذي أقيم بالتعاون مع جامعة دمشق تحت شعار “تكامل مسارات الصحة النفسية” على مدى ثلاثة أيام بمشاركة باحثين ومختصين في مجالات الصحة النفسية من داخل سورية وخارجها.
وأكد المشاركون في المؤتمر مجموعة من التوصيات الشاملة والعملية بهدف تحسين واقع الصحة النفسية في سورية بشكل جذري، وتركز على عدة محاور رئيسية، بدءاً من الإطار القانوني والتشريعي، مروراً بتطوير الخدمات وتحسين جودتها، وتعزيز البحث العلمي والتعليم في مجال الصحة النفسية، كما تولي اهتماماً خاصاً لدمج التكنولوجيا الحديثة في تقديم خدمات الصحة النفسية وتعزيز الوعي المجتمعي.
وركزت التوصيات على ضرورة صياغة وإقرار قانون للصحة النفسية في سورية يتوافق مع المعايير الدولية، ويجب أن يشمل هذا القانون تعريفات دقيقة للاضطرابات النفسية، وحقوق المرضى، وإجراءات العلاج الإلزامي، وآليات الرقابة والمتابعة، وينبغي أن يتضمن أحكاماً لمكافحة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية.
إضافة لإدراج خدمات الصحة النفسية ضمن نظام التأمين الصحي وتوسيع نطاق التغطية التأمينية لتشمل خدمات الصحة النفسية بشكل شامل، مع وضع إطار دقيق يضمن حصول جميع المواطنين على هذه الخدمات بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي أو الاجتماعي.
ودعا المشاركون إلى العمل إلى تطوير نموذج رعاية متكامل يجمع بين الطب والعلاج النفسي والخدمات الاجتماعية، وهذا ما يتطلب تنسيقاً وثيقاً بين مختلف التخصصات وتطوير بروتوكولات مشتركة للتشخيص والعلاج، وتطوير البنية التحتية الرقمية للصحة النفسية، من خلال الاستثمار في تطوير منصات رقمية آمنة لتقديم خدمات الصحة النفسية عن بعد، وهذا يشمل تطوير تطبيقات للهواتف الذكية للمتابعة والدعم النفسي، وأنظمة للاستشارات الإلكترونية، مع ضمان خصوصية وأمن البيانات الشخصية للمرضى.
وكذلك تعزيز البحث العلمي في مجال الصحة النفسية، وزيادة الدعم المالي والمؤسسي للبحوث في مجال الصحة النفسية في سورية، والتركيز على الدراسات الوبائية لفهم انتشار الاضطرابات النفسية في المجتمع السوري، وتطوير تدخلات علاجية مناسبة ثقافياً، والعمل على تطوير برامج الوقاية وتعزيز الصحة النفسية المجتمعية وتصميم وتنفيذ برامج وطنية للوقاية من الاضطرابات النفسية وتعزيز الصحة النفسية الإيجابية، ويشمل ذلك حملات توعية مجتمعية وبرامج في المدارس وأماكن العمل، وتدريب العاملين في الرعاية الصحية الأولية على اكتشاف وإدارة المشكلات النفسية.
ودعت التوصيات إلى تحسين جودة التعليم والتدريب في مجال الصحة النفسية من خلال مراجعة وتحديث مناهج الطب النفسي وعلم النفس في الجامعات السورية، وتطوير برامج تدريب مستمر للممارسين بهذا المجال لضمان مواكبتهم لأحدث التطورات العلمية والعلاجية، وإنشاء نظام ومعايير وطنية لمراقبة جودة خدمات الصحة النفسية، وإنشاء هيئة مستقلة لمراقبة وتقييم هذه الخدمات، بما في ذلك وضع مؤشرات أداء رئيسية وإجراء تقييمات دورية للمرافق والممارسين لاختصاصات الصحة النفسية.