مجد يحاك من دم الشهداء، ووعد تصدق فيه كلّ أنباء الحق والعنفوان، وتصعد الروح إلى بارئها تلتقي آلاف الشهداء وتزف إليهم الأنباء، لا يرتعد سوى الجبناء من يغدر في جنح الظلام ويفتك بالحارات والبيوت ويزرع الفتن ويدمرالأحياء ليرتفع حينها الشهداء.
وهل أمتع من عشق الوطن حتى ننال الشهادة فداء لكلّ قطعة من ترابه، فكيف إذا كان هذا الوطن قطعة من السماء مثل لبنان.
لبنان يا أغنية المجد، يا أكفان الشهداء الذين احتمينا بنقاء وطهارة أرواحهم و احتفينا بشهادتهم كما لم نفعل يوماً، يا أشرف البشر الذين أعادوا للأناشيد كرامتها وعزتها.
أعادوا لشوارع بيروت وشاطئها حين انتشروا هنا وهناك هاربين من حمم الجحيم رونقاً لن ننساه ما حيينا، كصور تحفرفي الأذهان تصاوير بطولاتهم لن يغيب الشريط أبداً.
ستبعث طهر أرواحكم من جديد لتصبح نجوماً في السماء لا تطالها أيدي العدا، كلّ من اشتها اللقاء سيطير محلقاً راغباً متمنياً اللقا…
كلهم أبناء بررة مستعدون للموت فداء جبالها ووديانها كي تبقى لبنان منبع العز تزين كلّ الفصول بما يليق بمدينة تتجدد مع كلّ محنة لتثبت للأعادي أنها المدينة التي لا تموت.
صار بيننا وبين العيد آلاف الأميال، إن لم تصدح أغنيات لبنان ولم تبتعد عنه الأوجاع نعتذر من الأفراح وتنكس الأعلام ويتوقف الكلام، وها نحن نقيم معهم في خيم لا تدخلها الشمس تمرعليها أعاصير وأوجاع أضاعت العنوان، لا يعنينا جوع أو حرمان، من ارتضى الفداء يأبى إلى أبد الآبدين الذل والهوان.
السابق