تغير واضح في التعاطي الإعلامي في خبر جلسة مجلس الوزراء الأولى، عناوين وتوجيهات واضحة ومباشرة للوزارات المعنية وعبارات مثل: إن الجلسة شهدت نقاشاً حيوياً واعترافات بعدم وضوح السياسة العامة للوظيفة العامة، وتناقض وضعف كفاءة في تصدير بعض القرارات، والحرص على أعلى درجات الشفافية في إدارة مالية الدولة وغيرها تشكل بمجملها بداية مبشرة تؤسس ربما لآلية وأداء عمل مختلف في التعاطي مع الملفات المتزاحمة على طاولة المجلس.
الانطلاقة الجدية تحتاج دون شك لدعائم قوية وأدوات كي تترجم تلك المعطيات المبشرة على الأرض وفي ملفات عديدة ضمن برنامج زمني محدد الخطوات والإجراءات، ولعل ملفي الشأن الاقتصادي والمعيشي في مقدمة الملفات التي تحتاج لمعالجة جذرية لتجاوز جانب كبير من معاناة الناس.
وعلى ذكر المعاناة تبرز أزمة النقل الخانقة المتكررة التي تواجه المواطن في مختلف المحافظات جراء تخفيض مخصصات وسائل النقل من المازوت، ومشاهد الناس المنتشرة في مراكز النقل ضمن المحافظة أو مراكز انطلاق البولمان التي تنتظر لساعات لتأمين وسيلة نقل توصلها لوجهتها في أولوية القضايا التي تحتاج للحل والشفافية في التعاطي معها، خاصة لجهة إدارة الموارد المتاحة بالشكل الأمثل الذي يضمن قدر المستطاع استمرار توريد المادة وعدم الانتظار لحين نفاد المادة تماماً وهو أمر متاح.
نعم سيشكل الاستثمار الأمثل للكوادر البشرية في مختلف المجالات والتخصصات المحرك الأساس لتنفيذ البرامج والخطط والرؤى والأفكار الجديدة المطروحة حالياً، وبات من المهم والضروري العمل على تبني سياسة الترغيب والدعم للحفاظ على كوادرنا البشرية في مختلف القطاعات.
تكامل الجهود والامكانيات والتنسيق الأمثل بين الوزارات وتوجيهها نحو أهدافها وسكتها الصحيحة من أولويات العمل المطلوبة والتوجه المباشر للناس والتعاطي معهم بمسؤولية وشفافية لايقل أهمية، عندها سنلمس دون شك نتائج إيجابية وحلولاً لصعوبات وأزمات كثيرة يأمل الشارع السوري الخلاص منها.