ليبرتاريان إنستيتيوت”: واشنطن مسؤولة عن الهجوم الإسرائيلي ضد لبنان 

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:

تزعم إدارة جو بايدن أنها تدفع باتجاه “وقف إطلاق نار مؤقت” بين “إسرائيل” وحزب الله لتجنب صراع أكبر، لكن هذا يأتي في وقت متأخر للغاية ولا يمثل جهداً جاداً لمنع حرب جديدة في لبنان.

إنه في أفضل الأحوال تمرين يائس في اللحظة الأخيرة في اتباع الحركات الدبلوماسية. تود الإدارة أن تتظاهر بأنها متفرج سلبي يتوسل على الهامش بدلاً من كونها الراعي الرئيسي ومورد الأسلحة للطرف المتحارب الرئيسي في الصراع، وهي تصمم توسلاتها لتكون بلا أنياب حتى تتمكن” إسرائيل” من تجاهلها بأمان.

لقد رفضت الولايات المتحدة ممارسة أي ضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طيلة الأشهر الإحدى عشر الماضية، واستمرت في تزويد “إسرائيل” بالأسلحة بغض النظر عن كيفية استخدام تلك الأسلحة لارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الفلسطينيين.

والآن يقول المسؤولون الأميركيون: إنهم لا يريدون المزيد من التصعيد في لبنان، ولكن مرة أخرى لن تدعم الإدارة هذه الكلمات بالأفعال. تستطيع الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها لكبح جماح “إسرائيل” والإصرار على خفض التصعيد الذي تقول الإدارة إنها تريده، ولكن الرئيس أظهر أنه ليس لديه أي مصلحة في القيام بذلك.

إن مفاوضات وقف إطلاق النار الفارغة في غزة تثبت ذلك، فقد أصبحت محادثات وقف إطلاق النار عملية لا نهاية لها ومصممة لكي لا تؤدي إلى أي شيء. ولقد استجابت الإدارة لتفضيلات حكومة نتنياهو في كل منعطف.

وفي كل مرة يضيف فيها نتنياهو شروطاً جديدة لكسر الصفقة أو يسعى إلى تعطيل المفاوضات بهجمات جديدة، انحازت الإدارة إلى جانبه وتظاهرت بأن “حماس” هي العقبة الوحيدة أمام تأمين اتفاق. ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكون لاعباً دبلوماسياً موثوقاً به في المنطقة عندما يكون دورها الأساسي هو العمل كوكيل للعلاقات العامة لنتنياهو.

وتفترض “إسرائيل” أن الولايات المتحدة لن تحجب الأسلحة أو الدعم الدبلوماسي أو الحماية العسكرية تحت أي ظرف من الظروف، وهذا شجع نتنياهو على متابعة أهداف عدوانية بشكل متزايد. ولأن الولايات المتحدة تحمي “إسرائيل” من الأعمال الانتقامية العسكرية، كما فعلت في وقت سابق من هذا العام أثناء الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية، فقد منحت نتنياهو حرية التصرف في الهجوم متى وأينما تشاء. وقد زينت الإدارة كل هذا على أنه منع لحرب إقليمية أوسع نطاقاً، لكن الواقع هو أنها ببساطة أخرت اندلاع الحرب في حين زادت من احتمالات أن تكون أكثر تدميراً عندما تحدث.

إن الفشل التام لسياسة الإدارة الأميركية واضح للعيان، فمن المرجح أن تواجه المنطقة غزواً إسرائيلياً جديداً للبنان، ومن المؤكد أن هذا الغزو سوف يخلف آثاراً خطيرة مزعزعة للاستقرار في المنطقة بأسرها.

وهذه هي الكارثة التي زعمت واشنطن أنها تعارضها منذ البداية، ولكنها لم تفعل شيئاً على أرض الواقع لمنعها. ولو كانت واشنطن راغبة حقاً في منع انتشار الحرب في غزة، لكانت طالبت بوقف إطلاق النار الدائم منذ أشهر.

ولو كانت راغبة حقاً في منع التصعيد في لبنان، لكانت قطعت عمليات نقل الأسلحة وسحبت قواتها من المنطقة بدلاً من الإسراع بإرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط. ولكن الولايات المتحدة فعلت كل ما كان من المتوقع أن تفعله لأنها راغبة في إشعال المنطقة.

إن الولايات المتحدة معرضة لخطر كبير يتمثل في الوقوع في فخ هذه الحرب الأكبر، ومن الأهمية بمكان أن تتجنب التورط المباشر في الصراعات التي تخوضها “إسرائيل”. فليس للولايات المتحدة أي مصالح حيوية على المحك في هذه المعارك، وليس للرئيس سلطة إشراك القوات الأميركية بشكل مباشر. وليس من مسؤولية الولايات المتحدة أن تنقذ دولة عميلة متهورة عندما تقع في ورطة لا تطاق. والطريقة الأسرع لإرغام “إسرائيل” على تهدئة التوتر هي حرمانها من الدعم والحماية التي تعتبرها أمراً مسلماً به.

وبمجرد انتهاء الأزمة الحالية، فلابد من إعادة النظر في السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة بشكل جذري. ولتجنب التورط في حروب الدول العميلة في المستقبل، يتعين على الولايات المتحدة أن تخفض علاقاتها مع حكومات الشرق الأوسط التي تعتمد إلى حد كبير على إمدادات الأسلحة والحماية الأميركية.

ولا تلتزم الولايات المتحدة رسمياً بالدفاع عن هذه الدول، ولا ينبغي لها أن تقدم ضمانات أمنية لأي منها. كما يتعين على الولايات المتحدة أن تقلص وجودها العسكري في المنطقة إلى الحد الأدنى المطلوب لتأمين سفاراتها. فقد كانت عقود من التدخل العسكري الأميركي المكثف في هذا الجزء من العالم مدمرة لدول المنطقة وللمصالح الأميركية، ومن مصلحة جميع الأطراف المعنية أن تنسحب الولايات المتحدة.

المصدر- ليبرتاريان إنستيتيوت

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها