قلنا سابقاً ونقول اليوم: إن مناقشة مشكلاتنا العامة وقضايانا المختلفة عبر ورشات عمل تخصصية تقيمها الجهات العامة ذات العلاقة المعنية بالمعالجة أمر في غاية الأهمية والضرورة، لكن الأكثر أهمية وضرورة من إقامة تلك الورشات هو أن ينجح المشاركون فيها في تشخيص المشكلات بأسبابها ونتائجها وتداعياتها بشكل صحيح ودقيق، وفِي وضع الحلول الناجعة لها، ومن ثم في وضع آليات العمل والمتابعة والبرامج المناسبة لتنفيذ الحلول بعيداً عن التأخير والتسويف الذي طالما حكم عملنا في العقود الماضية.
إن مادفعنا لقول ماسبق هو أن كل أو معظم ورشات العمل التي أقامتها الوزارات والجهات العامة في الفترة الماضية كانت ورشات يغلب عليها الطابع الإعلامي والطابع الشكلي أكثر بكثير من الطابع التقني والعملي الذي يفترض أن يؤدي إلى النتائج المرجوة من إقامتها، وبالتالي تمضي الأيام والشهور والسنوات لنجد أن مشكلاتنا وقضايانا مازالت قائمة وحلولها الصحيحة غائبة ومعاناة مواطنينا بسببها دائمة!
ما تقدم ينطبق إلى حد بعيد على عدة ورشات عمل سبق أن أقامتها الجهات الحكومية المعنية منها: ورشة عمل حول مشروع قانون العاملين الأساسي، وورشة عمل حول قانون الإعلام الجديد، وورشة عمل حول تحديث بنية الوظيفة العامة، وورشة عمل حول الرواتب والأجور، وورشة عمل أقامتها محافظة طرطوس ومجلس مدينة المركز على مدى ثلاثة أيام منذ بضع سنوات حول (المخططات التنظيمية ونظام ضابطة البناء ومناطق المخالفات بين الواقع والطموح)، وخلصت إلى توصيات عامة سبق أن طرحت عشرات المرات من خلال الاجتماعات والمؤتمرات ووسائل الإعلام الوطنية،في الوقت الذي كنّا ننتظر فيه مقترحات أو قرارات تخص كل مشكلة أو قضية مزمنة من شأنها معالجتها بالسرعة الكلية بعيداً عن التأويل والتفسير والمماطلة والخوف و..الخ.
ولو عدنا إلى تلك التوصيات نجد أنه تمت متابعة وتنفيذ بعضها لكن بقيت قضايا مزمنة عديدة دون معالجة ناجعة حتى الآن منها قضية التنظيم المجمّد أو المعلّق لمناطق المخالفات الجماعية جنوب طرطوس (الرادار-وادي الشاطر-رأس الشغري)ولمنطقة الواجهة البحرية الشرقية على الكورنيش البحري علماً أن المعطيات المتوافرة في الفترة الأخيرة تشير إلى حصول تقدّم على طريق معالجة هاتين القضيتين ونأمل أن تستكمل لتصل إلى الخواتيم اللازمة دون تأخير جديد.
على أي حال رغم ما تقدم لسنا متشائمين كثيراً لكننا لسنا متفائلين بالمعالجة الجذرية لقضايا عديدة تهم الوطن والمواطن طالما بقيت آليات عملنا ومتابعتنا وخطواتنا التنفيذية كما هي عليه الآن!