الفهم الخاطئ لثقافة الشكوى أدى إلى الإساءة إلى الهيئات الإدارية والتدريسية في المدارس، وكأن المعلم أو المدرس مطلوب منه أن ينحني إلى الطالب ويطلب رضاه ويعمل وفق أهوائه ومزاجيته، دون أن يوجه أي كلمة توجيهية ” تربوية أو تعليمية ” للطالب في حال خطئه أو مخالفته للأنظمة والقوانين.
ما دعانا إلى هذه الإشارة ما تتناقله بعض صفحات التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” من شكاوى على بعض العاملين في الحقل التربوي إذا ما قام هذا المعلم أو المدرس بتوجيه طالب أو تلميذ للتقيد بلباس معين أو التخفيف من مظاهر الزينة التي لاتعطي قيمة مضافة إلى الطالب ” علمياً أو تربوياً ” ، أو أن يطلب المعلم حضور الطالب في الوقت المحدد للدوام دون تأخير، أو عدم فتح جهاز ” الموبايل ” أثناء الحصة الدرسية، أو تنبيه الطالب لعدم جلب أو حمل ” باكيت دخان ” إلى المدرسة … إلخ ما هنالك.
هذه الصور التي أشرنا إليها يقوم بعض التلاميذ وأولياء الأمور برفع شكوى على المعلم أو المدير إذا ما وجّه بأي توجيه من هذا القبيل، والذي لاهدف للمعلم أو المدير منه إلا تقويم سلوك الطالب وتسليحه بالقيم والأخلاق التي تصنع منه رجل المستقبل، والطامة الكبرى حينما تستجيب الجهات المعنية لمثل هذه الشكاوى وتقوم بمعاقبة المعلم أو المدير.
الحال الذي وصل إليه القطاع التربوي وخاصة فيما يتعلق بالشكاوى نال من هيبة المدرس أو المعلم أو المدير، والسؤال الذي يطرح نفسه – ونضعه برسم وزارة التربية – من الذي سيدافع عن المعلم، وإذا لم ندافع عن المعلم لن يبقى للعلم قيمة ولا للتعليم استمرارية.. أعيدوا للمعلم هيبته..
ملاحظة : كلمة معلم – مدرس – مدير – طالب – تلميذ ” تنطبق على المذكر والمؤنث ” مع فائق الاحترام لكل من علمنا حرفاً.
