الثورة – يمن سليمان عباس:
هل هو الغرور أم الثقة بالنفس أم التقدير الذي يجب أن يكون حاضرا دائماً.. مسميات كثيرة لحالة واحدة يسميها الآن علم النفس (حب الذات).
وهي بالتأكيد ليست الأنانية التي يرفضها الجميع بل القدرة على أن تبدأ بتقدير ذاتك والاعتزاز بها.
وهذا على ما يبدو أصبح علماً قائماً بحد ذاته له قواعده وأسسه يناقشها كتاب
(حب الذات للنساء)..
تخلصي من عدم الثقة بالنفس ونمي التعاطف الذاتي وتقبلي حقيقتك” لمؤلفته ميغان لوجينبيل، إذ يشكل دليلاً على الانطلاق في رحلة لاكتشاف الذات والنمو الشخصي،
هذه الدراسة العملية مصممة بعناية لمساعدة النساء على المواجهة والتخلص من الشك الذاتي الذي يعوق تقدمهن، وتنمية إحساس عميق بالتعاطف الذاتي والقبول. تستفيد لوجينبيل، وهي معالجة نفسية متمرسة، من خبرتها لتقديم تمارين عملية وتأملات فعالة وجذابة.
من الصفحات الأولى، يدعو الكتاب القراء للتفاعل مع أفكارهم ومشاعرهم بطريقة ذات مغزى، التمارين ليست مجرد مهام للتنفيذ بل هي مصممة لتحفيز التأمل وتعزيز علاقة رعاية بالنفس، يتم توجيه النساء للتفكير في نقاط قوتهن، والاعتراف بإنجازاتهن، وتقبل عيوبهن، وفهم أن هذه العناصر كلها أجزاء أساسية من ذواتهن الفريدة.
وأحد الجوانب البارزة في هذه الدراسة هو تركيزها على التعاطف الذاتي، وتشجع لوجينبيل القراء على معاملة أنفسهم بنفس اللطف والتفاهم الذي يقدمونه لصديق. من خلال الأنشطة المختلفة، تتعلم النساء كيفية تهدئة الناقد الداخلي واستبدال الحديث السلبي عن الذات بتأكيدات حب الذات والقبول، هذا التحول في المنظور قوي، ويعزز صورة ذاتية أكثر صحة وإيجابية، تتناول أيضاً أهمية وضع الحدود وممارسة الرعاية الذاتية.
تقدم لوجينبيل استراتيجيات لتحديد الاحتياجات الشخصية واتخاذ خطوات عملية لتلبيتها، هذا القسم تحديداً مفعم بالقوة، يعزز فكرة أن العناية بالنفس ليست أنانية بل ضرورية للصحة العامة. يتم تشجيع النساء على إعطاء الأولوية لصحتهن النفسية والعاطفية، مما يعزز الصمود وإحساس أقوى بالقيمة الذاتية،
بالإضافة إلى التمارين العملية.
يحتوي الكتاب على اقتباسات ملهمة . هذه العناصر تخدم في تحفيز وتذكير القراء بأنهم ليسوا وحدهم في رحلتهم. صوت لوجينبيل المفعم بالتعاطف والقصص التي يمكن أن تتماشى معها تخلق إحساساً بالاتصال والدعم، مما يجعل الكتاب رفيقاً مريحاً.
“حب الذات للنساء” هو أكثر من مجرد كتاب؛ إنه مجموعة أدوات للنمو الشخصي. يوفر مساحة آمنة للنساء لاستكشاف مشاعرهن، وتحدي المعتقدات المحدودة، وتنمية علاقة محبة مع أنفسهن. بحلول نهاية الكتاب، من المرجح أن يشعر القاريء بمزيد من الثقة والتمكين والتجهيز بالأدوات لمواصلة رحلة حب الذات والقبول.
ومع كل ما سبق يجب القول إن حب الذات والثقة بالنفس هي حالة من التربية المجتمعية والمدرسية تبدا من البيت أولا بخطوات بسيطة أولها الاعتماد على النفس وترك مسافة أمان للطفل لتنمو شخصيته دون أن يطغى عليها أي شيء فلا نجد سطوة الأب أو الأم أو أحد غيرهم.