الثورة – ناصر منذر:
وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثاني والسبعين بعد الثلاثمئة على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم السابع قصف مدينة جباليا ومخيمها شمال قطاع غزة جوا وبرا، مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى، كما وينفذ عمليات نسف مربعات سكنية كاملة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، استشهدوا وأصيبوا منذ فجر اليوم السبت، في القصف الصاروخي والمدفعي على جباليا ومخيمها، ومناطق الصفطاوي، والتوام، شمال القطاع.
وصباح اليوم، أصدرت قوات الاحتلال أوامر نزوح جديدة لسكان جباليا، فيما يصر الفلسطينيون على البقاء، وعدم النزوح إلى الجنوب. وذلك بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء أخرى لأهالي شمال قطاع غزة، بهدف توسيع عدوانها.
وفي مجزرة دامية ارتكبها الاحتلال، الليلة الماضية، في جباليا البلد، استشهد 22 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 90 آخرين، إثر قصف الاحتلال مربعا سكنيا في محيط المسجد العمري. فيما تزداد الأوضاع الإنسانية في مخيم جباليا خطورة مع مرور الوقت، مع منع إدخال إمدادات الغذاء والدواء والمياه للفلسطينيين؛ وصعوبة دخول طواقم الإسعاف لانتشال جثامين الشهداء ونقل الجرحى.
من جانبها قالت المقاومة الفلسطينية في بيان لها اليوم: “إن مجازر الاحتلال الصهيوني التي تشتد هذه الأيام ضد أهلنا في جباليا شمال غزة تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير عن أرضهم”، مشيرة إلى أن مجزرة جباليا البلد هي انتقام من الفلسطينيين بعد فشل الاحتلال أمام رجال المقاومة وصمود شعبنا في الشمال.
وأضافت: “إن هذه الجرائم الإرهابية النازية التي تتواصل للعام الثاني تؤكد للعالم أن هذا الكيان المارق الفاشي متعطش للدماء والانتقام ولمزيد من الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة والشعب اللبناني الشقيق”.
وفي 6 تشرين الأول الجاري، أعلنت قوات الاحتلال بدء عدوان عسكري جديد في جباليا، بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمال القطاع هي الأعنف منذ أيار الماضي.
وهاجمت قوات الاحتلال جباليا بريا مرتين سابقتين في تشرين الثاني، وكانون الأول من العام الماضي.
وهذا العدوان البري هو الثالث الذي التي تنفذه قوات الاحتلال في المخيم بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
إلى ذلك طالبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، الفلسطينيين في شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم قسرا، بهدف توسيع عدوانها، الذي بدأته في 6 تشرين الأول الجاري.
و طالبت قوات الاحتلال الفلسطينيين في منطقة سماها “D5″، وهي: جباليا النزلة شمال قطاع غزة، وصولا إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة، وهي مناطق الصفطاوي، وأجزاء من حي الشيخ رضوان، بالإخلاء فوراً عبر شارع صلاح الدين باتجاه المنطقة الإنسانية- على حد زعمها جنوب القطاع.
والمنطقة المستهدفة تشمل أيضا المآوي الموجودة فيها، حيث يقطن في هذه المناطق عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى أن الآلاف نزحوا إليها من مخيم جباليا وبلدات جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون، مع بداية اجتياح قوات الاحتلال لها قبل أسبوع.
ويشهد شمال قطاع غزة عدوانا عنيفا يستهدف البنية التحتية والطرقات، وما تبقى من منازل الفلسطينيين، فضلًا عن عزل المناطق عن بعضها، يترافق ذلك مع حملة تجويع ممنهجة ومنظمة، تمثلت بمنع إدخال إمدادات الطعام والدواء والمياه والوقود، واستهداف المخابز.