من حقنا أن نطلق العنان قليلاً لآمالنا وأحلامنا ونحن نسمع الخطاب والأخبار “الرسمية لا التسريبية” الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء .. نعم عن رئاسة مجلس الوزراء بالذات.
ومن حقنا أيضاً أن نتفاءل خيراً ونحن نقرأ ونسمع كل ما يتم ويجري تداوله داخل القاعات المغلقة علنًا لا بالسر ونشره في الإعلام الرسمي لا في الخاص فحسب من حقائق دامغة وأحداث ومفارقات وتأكيدات وتصريحات جرت داخل الاجتماعات الحكومية .. أحداث كانت حتى أمسنا القريب جداً “من المحظورات والممنوعات من النشر أو حتى الهمس بها سراً” هي بحد ذاتها بشرة خير.
“بشرة خير” ليس فقط للجرأة والصراحة والوضوح والشفافية التي يتم التعامل بها حالياً لا فيما مضي مع المواطن الذي كان أول من ينفذ وآخر من يعلم، وإنما بالذهنيات والعقول والأدمغة التي نجحت حتى تاريخه في كسر جزء من حاجز الصمت الذي كان موجوداً منذ عقود وعقود، وبدأت بنشر الحقائق “ع المكشوف” آخرها ما تم كشف النقاب عنه “للمرة الأولى” من أحداث ووقائع جرت خلال اجتماع المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي الذي تم خلال تحديد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2025.
ما يجري حالياً يمكن إدراجه ضمن بند الشفافية الذي سمعنا عنه حكومياً الكثير ولم نر منه شيئاً “حتى القليل”.
ما جرى ويجري وسيجري هو المنطق والعقل بعينه .. هو الطبيعي .. هو القاعدة لا الاستثناء..
ما يحدث هو ترجمة حقيقية لما أكده السيد الرئيس بشار الأسد خلال ترؤسه اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه بقوله:
“فإذاً أول طريق لنسهل عمل الحكومة في هذه الظروف الصعبة هي أن تكون هذه الحكومة حكومة الواقع لا حكومة الأحلام.. لا أحد يريد سراباً.. لا المواطن ولا أنتم ولا أي شخص.. هذا الشيء يعكس في البيان الوزاري.. بداية عبر بيان وزاري شفاف وواقعي ومبني بسياساته وبخططه على الحقائق أي بالمختصر هو بيان الممكن لا بيان المأمول…
أحياناً نخلط بين الممكن والمأمول بالعمل الرسمي.. لدينا الكثير من الآمال.. كل واحد فينا لديه الكثير من الآمال والأحلام نستطيع أن نضع هذه الآمال في أي مكان ماعد السياسات والخطط.. هنا لا يوجد آمال.. يوجد حقائق ويوجد وقائع”.
السابق
التالي