إلى متى سيبقى مطار دمشق الدولي البوابة الحزينة لسورية..؟ الأحوال الجوية كشفت سوء التنفيذ ومحولات الجر والصرف الصحي في مهب الريح…ح
ثورة اون لاين: لا أحد يستطيع أن ينكر الجهود التي قامت بها وزارة النقل والجهات التابعة لها لأعادة تأهيل المطار وتجهيزه حيث أن المسافر أو القادم إلى سورية يستطيع أن يلحظ التغييرات التي شهدها المطار ولكن ثمة الكثير من الملاحظات والقضايا التي يجب التوقف عندها بخصوص حقيقة التجهيزات وما الذي تم إنجازه حقيقة ناهيك عن مجموعة من الملفات القديمة التي لم تتم معالجتها حتى الآن وهنا نتساءل مرة أخرى:
ماحقيقة مطار دمشق الدولي؟
_ أعمال صيانة استمرت ولكن..!
مطار دمشق الدولي الذي يبعد(25)كم عن مركز مدينة دمشق وتبلغ مساحته حوالي (17) مليون م2 تم افتتاحه في عام 1970م وتم افتتاح صالة الركاب الجديدة بمساحة 4200 م2 عام 1982 تستوعب لحوالي (1.8)مليون راكب سنوياً وفق إحصائيات وزارة النقل وللمطار مهبطان متوازيان الأول بطول 3600 م وعرض 45م والثاني بطول (3000)م وعرضه45م.
ويقدر عدد الطائرات الهابطة والمقلعة حوالي 24500 طائرة سنويا ويقدر عدد الركاب الذاهبين والقادمين والعابرين حوالي 1.7 مليون راكباً سنويا وهناك مشاريع قيد الإنجاز بهدف تحديثه وتفعيله أعلنت عنها وزارة النقل مثل تركيب نظام راداري متطور ـ أتمتة المطار ـ تجديد أبنية الفنية ـ تركيب تجهيزات ملاحية واتصالات حديثة و توسيع البناء الحالي لاستيعاب 3.5 مليون راكب بالعام ثم 5 مليون راكب بالعام ـ بناء مبنى جديد للركاب بدءاً من عام 2010 لاستيعاب 5 مليون راكباً بالعام .
وبعد أعمال صيانة استمرت لشهور عديدة ظهر مطار دمشق الدولي بحلته الجديدة أمام القادمين والمغادرين من وإلى سورية فالسيراميك الحديث للأرضيات والطلاء الجديد للجدران وحتى الاسقف المستعارة التي ركبت حديثا كانت اول ما يلفت زوار المطار إلا أن أول أمطار الشتاء كان لها وقع آخر على صالات المطار فتسربت المياه في أكثر من ركن من أركانه وأكثر من مرفق من مرافقه ما دفع العديد من المسافرين إلى التساؤل عن حقيقة الصيانة التي تمت في مرافقه المختلفة.
_ عقد جاء وبالا على الجميع
بالعودة إلى ما أعلنته المؤسسة العامة للطيران المدني التي أعلنت وقالت أكثر من مرة بأن أعمال إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي التي نفذتها شركة موهيبة الماليزية ستساهم بطاقته الاستيعابية التي سترتفع من 1.5 إلى 3.5 ملايين راكب سنوياً في إطار خطة وضعتها وأقرتها الحكومة السورية وذلك وفق المعايير الدولية.
وتمت الإشارة فيها إلى أن الشركة الماليزية أنجزت مجمل الأعمال المتفق عليها في العقد الموقع بينها وبين الحكومة السورية ممثلة بوزارة النقل وبمساحة 1500 متر مربع بمواصفات جودة عالية ويأتي تنفيذ هذه الاتفاقية استناداً لتوجيهات وموافقة رئاسة مجلس الوزراء لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتحديث صالة المسافرين في المطار وإشادة طرق وموقف للطائرات والسيارات بقيمة 40.65 مليون يورو من خلال اتفاقية قرض بين الحكومتين السورية والماليزية وبفائدة منخفضة لم تتجاوز الـ 75 ٪ وعلى مدى عشرين عاماً كما أن الشركة العامة للدراسات الهندسية الحكومية تولت مستعينة بشركة /هالكرو/ البريطانية عملية التدقيق والإشراف على العقد مع شركة موهيبة.
إلا أن هذا العقد قد جاء وبالا على وزارة النقل والحكومة السورية التي استيقظت متأخرة على الشركة التي تلاعبت بالجميع بدءا بالتأخر بالتنفيذ ضاربة عرض الحائط المواعيد المقررة ومرورا بالزيادات الغير المبررة على العقود والهدر والإسراف الكبير بالتكاليف مما جعل السيد رئيس مجلس الوزراء بإصدار قرار منذ فترة ليست ببعيدة بوضع أسم الشركة الماليزية ضمن لائحة الشركات الممنوع التعاقد معها من قبل شركات القطاع العام في سورية لمدة ثلاث سنوات مما يدل على أن تنفيذ الشركة ليس بأفضل من التزامها وبالتالي فإن قرار السيد رئيس مجلس الوزراء قد أغلق الباب على الكثير من التساؤلات والتي من شأنها إحراج الحكومة ووزارة النقل بشكل خاص.
_ واقع مغايير
وفي جولتنا التي قمنا بها لم نلحظ الكثير مما أشار به المعنيين بوزارة النقل بأن المطار بات يعتمد نظام الترحيل الآلي بكلفة 3 ملايين يورو وهو يتيح لكل شركة طيران تشغيل أنظمة الترحيل الخاصة بها في منطقة الوزن والترانزيت وبوابات المغادرة والوصول باستخدام مخدمين لنظام الترحيل المتعدد الوصول dmac ومخدمين لنظام الترحيل المحلي ومطابقة الحقائب ومخدمين لرسائل مركز تبادل الرسائل لشركة البرمجيات واحتواء منطقة الترحيل والترانزيت 45 محطة عمل و 45 طابعة بطاقات صعود للطائرة و 45 لوحة مفاتيح خاصة و 7 محطات عمل في منطقة الصعود إلى الطائرة و7 أجهزة لقراءة بطاقات الصعود و 7 طابعات لتحريرها و 7 لوحات مفاتيح خاصة و 7 طابعات وثائق ومحطتي عمل في منطقة الحقائب وأربع ماسحات للشريط الناقل للأمتعة وغير ذلك.
إلا أن الواقع مغاير للتصريحات الرنانة حيث أن المطار وبغض النظر عن الأنظمة الحاسوبية المتطورة فالمطار معرض لأي أزمة مع انقطاع التيار الكهربائي كالذي حصل منذ فترة سنتين عندما تعلاض المطار لانقطاع التيار الكهربائي وكشف عدم وجود أي محولات أو مولدات كهرباء احتياطية ومن جهة أخرى عدم وجود أنظمة جر للطائرات وبالتالي وفي حال أنقطعت الكهرباء مجددا فالمطار معرض لأكبر أزمة قد نشهدها معاذ الله.
وأيضا ثمة معلومات مؤكدة على عقد الصرف الصحي للمطار المنقذ من قبل مؤسسة الإسكان العسكري منذ أكثر من عشرين عام وبالتالي فإن منظومة الصرف الصحي بالمطار غير متكاملة مما يجعل المطار معرض أيضا للفيضانات في حال الأمطار الغزيرة.
_ اضطرار المسافر
وعلى صعيد أخر سنورد العديد من التفاصيل كعدد النشالين والمحتالين من الأطفال المتواجدين داخل صالة المطار وعدم الاكتراث من أحد وكأنهم غير متواجدين وغير ذلك من اضطرار المسافر أو القادم أو الذين يرتادون المطار دون خيارات أمامه من دخول استراحة واحدة لطالما الانتظار خارجاً وقوفاً فإن الاستراحة بداخلها تكلف الوقوف كثيراً وليت الأسعار سياحية بل تتعدى الأسعار السياحية والتقليدية والمطاعم الشعبية حتى الفنادق الخمس نجوم أما بالنسبة لسيارات الأجرة فحدث ولا حرج فسائق سيارة الأجرة والتي سُعِّرت بمبلغ 1200 ليرة سورية وبعد أن تأخذ مكانك منها لتنطلق فورا إلى وجهتك بعد هذا العناء الطويل ستجد بأنه يشترط بأن تنتظر بعض الوقت كي ينضم إلى تلك الرحلة الطويلة راكب آخر وربما ثالث أيضا ورابع وقد يطوف المدينة قبل أن تصل وجهتك النهائية وهكذا سيأخذ من الجميع أجرة تكسي فردي مع تطبيق خطة سائق ضد واحد ثم سائق ضد اثنان ثم ضد ثلاثة وأخيرا مع أربعة ناهيك عن نظام عربات حمل الحقائب التي هي مجانية بجميع المطارات باستثناء مطار دمشق الدولي وأيضا جمهور العتالين الذين هم بالأصل متسولين الذي لا مشكلة لديهم بالحصول على نقود حتى ولو لم يقدموا أي خدمات.
_ الدخول الإجباري للمرأب
أما جديد المطار فيتمثل بالاجراء الذي اتخذته الجهات المعنية في إغلاق الطرق المجاورة لمبنى المطار بشكل كامل حيث أصبح جميع من يذهب للمطار مضطر بالدخول إلى المرأب المجاور وبالتالي دفع إجرة التوقف والمرور أيضا حتى لو كانت المدة لاتتجاوز العدة دقائق وأقل تسعيرة للمرور أو التوقف لدقائق تقدر بحوالي الخمسين ليرة سورية أما في حال انتظار مسافر فحدث ولاحرج الأمر الذي ينافي الهدف من إقامة مرائب بالمطارات .
ثورة أون لاين- باسل معلا