الثورة- رنا بدري سلوم:
هل سألت نفسك «إذا أتى الموتُ إليك هل تستطيع أن تحاوره، وتقنعه بالمغادرة، لأنه ثمة أحلام لم تحقّقها بعد؟
عند الكاتب السينمائي والمسرحي «وودي آلان» نعم استطاع أن يحادثه بأسلوب ساخر كوميدي تهريجي وفلسفي في آن.
معد ومخرج مسرحيّة «الموت يستأذن للدخول» فارس الحلبي أدرك فكرة هذا الحوار مع الموت بشخصيّة أداها بنفسه في هذه المسرحيّة، هي مسرحيّة تمثلنا جميعاً، وتعيد توازننا المفقود بين حبّ الحياة والتمسك بها والموت والهروب منه بطريقة ما، فمن منّا لما يواجه الموت في مرضٍ ما، ممكن أن يستأصل فيه المريض جزءاً من جسده؟
من منا لم يزاحمه الطريق فينجو من حوادثه المميتة بسيارة أو دراجة ناريّة أوهو يسيرعلى قدميّه غافلاً لا حول له ولا قوّة؟ مؤمناً أن أسباب الموت كثيرة، لكن نتيجته واحد، انتصار الموت هذا الحق المكروه الذي نهرب منه وهو ملاحقنا لا محالة.
هذه الأفكار وغيرها عرضها معد ومخرج العمل في تصريحه لصحيفة الثورة مشيراً إلى أنه حاول إسقاط أفكارالمسرحية الغربيّة على مجتمعنا المحلّي بطبيعته الحيوية، مؤكداً أنّ المسرحيّة عبارة عن محادثة بين الشخص والموت، متسائلاً كم من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مميتة ويعيشون سنوات طوال يتعايشون معها برضى، هذا هو الصبر الذي يغلب الموت بل يقهره، والمسرحيّة هي دعوة للمتلقّي لمواجهة التحديّات بإرادة وقوة وتحدّ، مبيناً الحلبي أن العمل المسرحي يحمل الإسقاطات والمقاربات التي تقدّم الكثير من الحالات اليوميّة الواقعيّة، ويمكننا الاستفادة من تجارب الآخرين والتمعن في الحالات المشابهة.
تعرض مسرحية «الموت يستأذن للدخول» على خشبة مسرح قصر الثقافة في السويداء، يوم الأربعاء القادم، برعاية مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي في السويداء ضمن فعاليات مهرجان السّويداء المسرحي السابع.