المدينة الجامعية في دمشق.. تراكمات قديمة تعيق الخدمات.. ازدحام داخل الغرف .. وخطة عمل لتأمين البنى التحتية والخدمية
الثورة – دمشق- مريم إبراهيم:
تتشابه إشكاليات المدن الجامعية التي تتمحور حول تدني مستوى الخدمات المقدمة للطالب قياساً بالدور الهام لهذه المدن في أن تكون الملاذ المناسب لتأمين سكن للطالب خلال دراسته الجامعية.
وفي المدينة الجامعية بدمشق تتباين الآراء من قبل الطلاب حول الخدمات المقدمة، والحاجة لخدمات أفضل تناسب ظروف الطلبة من مختلف النواحي.
آراء..
آلاء- طالبة طب أسنان- تبين أن الخدمة مناسبة في المدينة الجامعية قياساً بالإمكانيات المتاحة، ويتوفر داخل المدينة معظم متطلبات الطالب، وهناك المكتبة التي يستطيع الطالب الدراسة فيها على مدى ٢٤ ساعة، ولاسيما أثناء الامتحانات الجامعية والتحضير لها، ويتوفر فيها الجو الدراسي المناسب.
وتوضح الطالبة هبة وصديقاتها أن وحدتهم السكنية تحتاج لبعض أعمال الصيانة والإصلاح وإكمال جملة الخدمات التي يحتاجها الطلاب أثناء سكنهم، كما أن الطالبات يحرصن على أن تبقى غرفهن مرتبة، وبالتالي وحدتهن السكنية نظيفة ومريحة أثناء تواجدهن فيها.
ويشير محمد وعلاء وطلاب آخرون إلى أنهم يسكنون في المدينة منذ سنوات كون دراستهم في الكليات العلمية، وأحيان تشهد الغرف كثافة في عدد الطلاب وفوق الطاقة الاستيعابية، ولكن يكون ذلك باتفاق الجميع كتدخل لحل مشكلة طالب يحتاج لتأمين السكن، كما أن معظم الخدمات الطلابية متوفرة، فهناك الفرن الذي يؤمن الخبز يومياً لجميع الطلبة، وهناك المكتبة والمحال التي تلبي احتياجات الطلبة بأسعار مقبولة، ويمكن أن يؤمن الطالب متطلباته دون الحاجة للخروج من المدينة الجامعية، إلا أن هناك معاناة من قلة الخدمات وتوجد أعطال متنوعة في البنى التحتية للوحدات السكنية.
تساؤلات..
جملة من التساؤلات حول وحدات السكن في المدينة الجامعية والخدمات التي تتطلبها هذه الوحدات، إضافة لحاجة الوحدات للصيانة والتأهيل، وكيفية التسجيل للحصول على السكن الجامعي والطاقة الاستيعابية، وغيرها من الأسئلة طرحناها في لقائنا مع مدير المدينة الجامعية الدكتور عباس صندوق.
تعاون مع مؤسسة الكهرباء
حول موضوع الخدمات بيّن الدكتور صندوق أنه بما يخص واقع الكهرباء في المدينة الجامعية، أن المدينة موجودة في منطقة المزة ومرتبطة بالمناطق السكنية المجاورة، ومع ذلك مؤسسة الكهرباء تساعد في تخفيض ساعات التقنين قدر الإمكان، وهناك تعاون ملموس مع كهرباء دمشق لتأمين التغذية الكهربائية للوحدات السكنية بما ينعكس إيجاباً على واقع هذه الخدمة، وفي وقت الامتحانات يتم تشغيل المولدات ساعتين يومياً وحسب توفر مادة المازوت، وهناك المكتبة المركزية وفيها الكهرباء مؤمنة على مدار ٢٤ ساعة، فالطالب الذي يريد الدراسة يستطيع أن يأتي للمكتبة ونادراً ما تنقطع الكهرباء، وهناك أربع وحدات سكنية توجد فيها مكتبات تم تأمين التغذية الكهربائية لها عن طريق مدخرات ولواقط شمسية والمتابعة مستمرة لتأمين تغذية أكثر لباقي الوحدات.
تغذية بالطاقة الشمسية
ويوجد تعاون بين المدينة ومركز بحوث الطاقة لإعداد دراسة متكاملة من أجل التغذية عبر الطاقة الشمسية لإنارة الوحدات ومع بداية العام سيحل ذلك وفق خطة عمل محددة بهذا الشأن، وهناك الطاقة الشمسية للمياه الساخنة، إذ يوجد وحدات فيها طاقة شمسية للمياه الساخنة والباقي تغذى عن طريق الشوبديرات والمياه الدافئة، وهذا العام زادت الأعداد حسب الإمكانات المادية والسير بخطا جيدة مع شركة الإنشاءات المعدنية التي تؤمن هذا الموضوع، والعام القادم يكون قد تمت تغطية معظم الوحدات بالمياه الساخنة عن طريق الطاقة الشمسية.
تراكمات قديمة
وبالنسبة لباقي الخدمات من حمامات ومطابخ ودورات مياه، أوضح الدكتور صندوق أن هذا الموضوع فيه كثير من التراكمات القديمة بسبب ظروف الحرب القاهرة على سورية، فقد تراكمت الأعطال والمشكلات، إذ تم البدء بخطا جديدة في العمل، فبدلاً من القيام بالصيانة والإصلاح نقوم باستبدال كامل التمديدات للمياه الحلوة والمالحة للأجنحة في الوحدات السكنية، وذلك بتمديدات ظاهرة بحيث أن أي خطأ يحدث سيكون مكشوفاً، وتم البدء بالمياه الحلوة والمالحة حسب الأجنحة واستبدال التمديدات القديمة بتمديدات ظاهرة جديدة كاملة والعمل جناحاً جناحاً لتأمين متطلبات هذا الموضوع، والسير بخطوات متتابعة على باقي الأجنحة، أي كل أربعة أو خمسة أجنحة مع بعضها لتنجز جميع الأجنحة حتى نهاية العام، وبالتالي نكون تقريباً قد غطيّنا معظم الوحدات، وحالياً تم إنجاز سبع وحدات نفذت فيها التمديدات الظاهرة الجديدة، وأي عطل يصبح واضحا ط ومكشوفا، ويتم إصلاحه على الفور، لأنه في حال كانت التمديدات داخل الجدران يصبح إصلاح العطل أصعب ويحتاج لتكسير وتخريب.
نقص الكوادر
ولفت الدكتور صندوق إلى أنه بالنسبة للكهرباء في الغرف والممرات فإن معظم الوحدات تم تأمينها بتجهيزات كهربائية مناسبة ونتابع العمل بشكل مناسب، وهناك وحدات نتابعها بالتدريج، إذ إن المشكلة الأساسية هي بالكادر الفني والإداري، فيوجد طاقم قليل والعمل بالحد المتاح بحيث يكون العمل مناسب ولا يحدث أي خلل، لأن أي خلل سيتطلب الإصلاح من جديد، وللتخلص من ذلك نعمل ضمن الحدود والإمكانات التي يمكن العمل بها بالشكل السليم، وبالمتابعات الدقيقة التي تنهي أي إشكالات في المستقبل، مع خطة للسير بإجراءات متابعة لعمل صيانات متكاملة للأجزاء المتبقية مثل رشوحات المياه المالحة والحلوة على الجدران والتي تتطلب إعادة دهان وترتيب وإجراءات معينة وصيانة اللوحات الكهربائية، وهذا كله بخطوات متابعة وضمن الإمكانات المادية والفنية.
واردات المدينة الجامعية
وأشار إلى أن عدد الوحدات ٢٦ وحدة سكنية، ويدفع الطالب ٢٠ ألف ليرة سورية شهرياً رسم تسجيل، وسابقاً لم يكن هناك واردات للمدينة الجامعية، لكن بالقانون الجديد الذي أحدثت بموجبه المدن الجامعية أصبح هناك جزء كبير من هذه العائدات، إن كان للاستثمارات أو رسم خدمات السكن، وجزء كبير من ذلك يعود للمدينة الجامعية، وذلك بدءاً من العام ٢٠٢٣، وهناك أعمال كثيرة تم البدء بها بالموارد الذاتية، يعني جزء مما يدفعه الطالب وجزء من الاستثمارات يعود قسم منه للمدينة وهذا كله إيجابي لنخطو خطوات ملموسة بالصيانة والإصلاح والخدمات، والعمل ضمن خطة عمل فهناك أعمال عاجلة ضرورية، وأعمال خلال فترة متوسطة الزمن، وأعمال بعيدة المتطلبات، فمثلاً الوحدة السكنية الأولى مبنية من عام ١٩٥٦ وتحتاج لإعادة تأهيل من جديد والعمل بها ضمن الخطة البعيدة المدى، وسيباشر بذلك العام القادم، ونحتاج لمسألة زمن، والأمور في تحسن لكن تحتاج لوقت، وهذا إجراء يتم ضمن الإمكانات المتاحة بشرية ومادية.
عهدة استلام وتسليم
وأوضح الدكتور صندوق أنه اعتباراً من هذا العام سيطبق قرار الاستلام والتسليم للطالب، وهذا القرار كان مطبقاً سابقاً، ولكن لظروف الحرب توقف منذ فترة، وسيتم العمل به فحين يستلم الطالب سكنه يتم إجراء جرد للغرفة ويوقع الطلاب عليه، ويعمل عهدة بشكل رسمي ووقت المغادرة يسلمون هذه العهدة، وهذا العام صدر تعميم بهذا الخصوص، أي تسليم الطلاب كامل مقتنيات الغرفة من أسرة وفرش وتجهيزات كهربائية وكراسي وطاولات وحنفيات، كل هذا يسلم للطالب وهو ملزم نهاية العام أن يسلم كما استلم.
تأمين الانترنت
وكشف الدكتور صندوق أن هناك خطوة جديدة هذا العام سيتم العمل عليها بالتعاون مع اتحاد الطلبة والجمعية المعلوماتية لتأمين خدمة الانترنت للطلاب في المدينة الجامعية، وسيتم البدء بالمكتبة المركزية وجوارها، أي تأمين خدمة انترنت بأسعار مخفضة للطالب، يعني بأسعار الجمعية المعلوماتية مع حسم ٢٠ بالمائة للطالب، وخلال الأسبوع القادم سيبدأ التنفيذ وخلال أقل من شهر ستكون بالخدمة، وبمجرد أنجزنا الموضوع سنباشر إن كان بالإجراءات أي خلل لتجاوز ذلك بالمراحل القادمة ثم سننتقل للوحدات السكنية كل وحدة على حدة لننجز الموضوع كاملاً، وهذه خطتنا مع الاتحاد لكامل الوحدات وتأمين تغذية الانترنت لها، وهذا الموضوع يعمل عليه اتحاد الطلبة والملف وُقع بيننا ومع الجمعية المعلوماتية وهي ستتبنى كامل التفاصيل المتعلقة بهذا الإجراء، وبشكل عام سيشعر الطالب في المدينة الجامعية أن هناك تحسناً ملحوظاً قريباً وفي مجمل الخدمات المقدمة التي تحقق أكبر فائدة للطالب وتساعده في إتمام دراسته.
التسجيل الالكتروني
وفيما يتعلق بالتسجيل للحصول على السكن الجامعي بيّن الدكتور صندوق أنه تم هذا العام اعتماد التسجيل عبر التطبيق الالكتروني، وهذا شكل ارتياحاً للطلاب وسهل عليهم عملية التسجيل وهو مطبق منذ العام الماضي، من خلال اتفاق مع اتحاد الطلبة ومع الجهات المعنية، عبر برنامج فعال ومناسب لتسجيل الطالب عن بعد، ثم يأتي قبوله وهو في منزله، وبعد ذلك يراجع الإدارة ويتابع باقي الإجراءات، حتى الدفع المادي عبر التطبيق، ما ساعد الطالب من جميع النواحي، وهذا التطبيق مطبق في جميع المدن الجامعية، والدفع الالكتروني إجراء إيجابي لراحة الطالب.
ويتم القبول حسب الطاقة الاستيعابية للمدينة التي يوجد فيها وحدات سكنية متنوعة، ونحاول أن نخفض عدد الطلاب في الغرف قدر الإمكان، ولكن في ظل الظروف المعيشية الصعبة مضطرين نستقبل أكبر عدد من الشرائح، فمن غير المقبول أن نرفض طلب طالب من المحافظات الأخرى، وتستوعب الغرفة الواحدة ٣ أو ٤ أو ٥ أو ٦ طلاب وممكن أحياناً أن تكون زائد واحد في الغرف الكبيرة التي تستوعب أكثر من طاقتها، فالطاقة الاستيعابية هي بالحد الأعظمي، وأولوية السكن للقاطنين سابقاً من الطلبة ثم للحديثين، مع السعي لتوفير مجمل الخدمات وحسب الإمكانيات.