روسيا تستضيف قمة “بريكس”.. فضلية لـ”الثورة”: مصالح مشتركة وإمكانيات هائلة للتجارة الخارجية بين أعضائها

الثورة – متابعة ميساء العلي:

تنطلق اليوم بمدينة قازان الروسية، قمة تجمع البريكس، حيث تعقد خلال الفترة من 22 حتى 24 تشرين الأول، بمشاركة 32 دولة من بينها 24 دولة ستكون ممثلة على مستوى القادة.
وفي محاولة لتسليط الضوء على قمة الـ”بريكس” وأهميتها تحدث الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية لصحيفة الثورة أن “بريكس” لم تنشأ ضد أي اتحاد أو مجموعة، وليست ضد الغرب وإنما هي فقط “ليست غربية” بحسب ما قاله رئيس الوزراء الهندي،
و”بريكس” هو مختصر يتكون من الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية المكونة لأسماء دول  روسيا، الصين، البرازيل، الهند الذين أسسوا هذه المجموعة باسم مجموعة بريك بدايةً عام 2006، بمبادرة من روسيا، ومن ثم انضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2011، ليصبح اسمها بريكس، ولاحقاً بداية عام 2024 قَبِلت المجموعة انضمام كل من مصر وإثيوبيا والسعودية وإيران والإمارات، بحيث يتم تفعيل عضويتها الكاملة في الأول من شهر كانون الثاني 2025، وصار يُطلق على هذه المجموعة بريكس بلاس.

طلبات انضمام لـ 30 دولة
ويقول الدكتور فضلية: إن هناك طلبات انضمام رسمية من 30 دولة، وتشمل دول من جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وماليزيا وفيتنام، بالإضافة لتركيا، ودول منتجة للنفط والغاز الطبيعي مثل الجزائر، وأكبر دولة إسلامية، وهي إندونيسيا، عدا عن نيجيريا التي تمتلك أكبر عدد سكان في إفريقيا، وبنغلاديش ثامن أكبر دولة من حيث التعداد السكاني عالمياً.
ويتابع: من أهم الخطوات المالية الاقتصادية التنموية التي أنجزتها مجموعة دول بريكس أنها أسست عام 2014 ما أسمته “البنك الجديد للتنمية” الذي يُجسد مؤسسة تنموية هامة مستوحاة من البنك الدولي، وتُعتبر الذراع المالي للمجموعة، وهي سبق وأن وافقت على منح قروض للدول الأعضاء والصديقة بنحو 33 مليار دولار، معظمها لمشاريع المياه والنقل والجسور والبنى التحتية الأخرى، منذ أن بدأ هذا البنك عملياته في عام 2015 حتى عام 2022 وكان من أبرز إنجازات بريكس المالية أيضاً تجميع احتياطيات من العملات الأجنبية في هذا البنك بمبلغ 100 مليار دولار أُتيحت لإقراض جزء منها لحالات الطوارئ.

آفاق جديدة..
وفي هذا الإطار -وفقاً للخبير الاقتصادي- تمت الموافقة للجزائر على انضمامها إلى هذا البنك، الأمر الذي فتح وسيفتح آفاقاً جديدة لدعم وتعزيز النمو الاقتصادي للبلاد على المدى المتوسط والطويل”. والجزائر هي الدولة التاسعة في عضوية هذا البنك، وقد تمت هذه الموافقة بعد أن تم تقييم مسيرة النمو في الجزائر التي صُنفت حديثاً كاقتصاد ناشئ من الشريحة العليا.
بديل للنقد الدولي
ويقول فضلية إن هناك من يتوقع بأن هذه المجموعة قد تصبح بديلاً للمؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، حيث أن بعض أكبر الاقتصادات في العالم من بين أعضائها، مشيراً إلى وجود “مصالح مشتركة وإمكانيات هائلة للتجارة الخارجية بين أعضائها.

القمة 16
فضلية أوضح أن القمة الحالية للبريكس هي القمة السادسة عشرة لها منذ تأسيسها، وستكون هذه القمة هي الأولى التي ستعقد بوجود الأعضاء الخمسة الجدد، وهي ستعقد برئاسة روسيا تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل تنمية وأمن عالميين منصفين”، وسيحضرها (24) من رؤساء وقادة الدول، بمن فيهم رؤساء الدول العشر الأعضاء في المجموعة، عدا الرئيس البرازيلي، الذي لن يحضر شخصياً، بل عبر دائرة تلفزيونية لأسباب صحية.

إنشاء نظام دفع خاص
ولفت إلى أن من أبرز الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة: المقترح الأهم للرئيس بوتين بـــإنشاء نظام دفع خاص لـ”بريكس” يفترض أن يكون منافساً لنظام “سويفت” الشبكة المالية العالمية التي استُبعدت منها روسيا بعد بدء حربها مع أوكرانيا عام 2022.
معتبراً أن هذا يُعد تغييراً وتبديلاً لآلية وطبيعة عملة المدفوعات عبر الحدود بين دول بريكس، وهو نظام من شأنه أن يتفادى عقوبات وصلف النظام المالي العالمي القائم حالياً، والذي تسيطر علية أمريكا، وهو سيساعد على تقليص تأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا، حيث تشمل البدائل المدروسة والمقترحة تطوير شبكة من البنوك التجارية التي يمكنها إجراء مثل المعاملات المالية بالعملات المحلية وكذلك إقامة روابط مباشرة بين البنوك المركزية، وكان قد سبق أن تضمن بيان الاجتماع الأخير المشترك بين وزراء خارجية بريكس ضرورة التشجيع على “تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة والمعاملات المالية” بين الدول الأعضاء، في إطار التوجه الذي بدا ملموساً منذ عام (2017).
حقيق عدة أهداف
وأشار إلى أنه بحسب برنامج القمة سيعمل الرئيس بوتين في هذه القمة من خلال رئاسته للمجموعة على تحقيق عدة أهداف، منها تقوية دور “بريكس” في النظام المالي الدولي، وتطوير التعاون بين البنوك التي لدى الأعضاء وتوسيع استخدام عملات دول المجموعة، إضافة إلى تعزيز التعاون بين سلطات الضرائب والجمارك لدول المجموعة، وأن يُظهر للغرب أن روسيا ما زال لديها أصدقاء وحلفاء في بقية العالم، على الرغم من حربها مع أوكرانيا، مع تسجيل انتصار دبلوماسي سيساعده في بناء تحالف قادر على تحدي الهيمنة الغربية، بأن يُظهر أن المحاولات الغربية لعزل موسكو قد باءت بالفشل.
ويؤكد فضلية أن القمة تشهد عقد لقاءات ثنائية مع جميع الزعماء الذين سيحضرون القمة، وينعكس ذلك حراكاً سياسياً ودبلوماسيا لروسيا، ولكافة الفرقاء الآخرين يُعبر عن “انتصار دبلوماسي” سيساعده في بناء تحالف قادر على تحدي الهيمنة الغربية.
وعن أهمية وثقل تكتل الـ بريكس الذي كان حتى بداية عام 2024 مكوناً من 5 دول، وتكتل الـ بريكس بلاس المكون حالياً من 10 دول، يشير إلى أنها أنتجت 27.15٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2006، وعلى مدى السنوات التالية، زادت حصتها في الاقتصاد العالمي بنسبة 9.7%  وفي نهاية العام الماضي، بلغت حصة هذه الدول رقماً قياسياً وصل إلى 36.8%، وبالتالي يمكن القول إن “بريكس”، انتزعت هذا النمو بالكامل من بلدان مجموعة السبع، التي انخفضت مساهمتها في الاقتصاد العالمي بنحو 9,7% منذ عام 2006 إلى 29% وهو المستوى الأدنى في تاريخها الحديث. أما بقية الدول فبقيت على نفس نسبة المساهمة البالغة 34,2% تقريباً منذ عام 2006 حتى الآن تنتج 47% من النفط الخام العالمي و نمت التجارة البينية بين أعضائها خلال الفترة 2017-2022 بنسبة 56%،
كما أنها تمثل أكبر اقتصادات متوسطة الدخل في العالم، وتمثل معاً أكثر من خُمس الاقتصاد العالمي، حيث شكل قطاع الخدمات عام 2017 نصف إلى ثلثي اقتصاد كل بلد الأعضاء الخمس، فيما احتلت الصناعة ثاني أكبر قطاع فيها، بحيث تراوحت بين أقل من خُمس الاقتصاد في البرازيل وأكثر من خُمسَي الاقتصاد في الصين.

الزراعة
في حين شكلت الزراعة كحصة من الناتج المحلي الإجمالي-والكلام لفضلية- أقل من 5% في البرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا، وفي الصين 8% والهند 15%، وفق بيانات البنك الدولي وهي سوق ضخمة، باعتبار أن عدد سكانها يشكل حوالي 45,2% من تعداد سكان العالم، بينما يشكل تعداد سكان مجموعة الدول السبع 9,7% فقط، وغالبية سكان دول (بريكس) هم من الفقراء، الأمر الذي يعني توفر إمكانية زيادة النمو بنسب عالية، وخلق سوق استهلاك واسعة وتشكل مساحتها ما نسبته 33.9% من إجمالي مساحة اليابسة، فيما تشكل مساحة مجموعة دول السبع 16.1%. فقط، كما أن لديها مخزون هائل من الموارد والثروت الطبيعية، وهذا ما لا تملكه مجموعة دول السبع فهي تمتلك 45,8% من إجمالي الاحتياطيات من النفط الخام العالمية عام 2023  فيما تمتلك مجموعة دول السبع 3,9% فقط، لكن، وبالمقابل استحوذت دول مجموعة السبع عام 2022 على 27,9% من إجمالي الصادرات العالمية، بينما استحوذت دول مجموعة بريكس على 24.9% فقط.

القمح
ويضيف: شكل محصول القمح لدول بريكس في العام 2022 قرابة 44.7% من إجمالي محصول القمح العالمي، بينما بلغ في دول مجموعة السبع ما نسبته حوالي 19.7%.، وكذلك محصول الأرز الذي شكل في دول المجموعة في العام نفسه حوالي 54.8%  مقابل 2.4% في دول مجموعة السبع.
وعن أهمية القمة بالنسبة للرؤساء والقادة المشاركين فيها بين أنها تتمثل خصوصاً كونها تمثل بالنسبة لهم فرصة لمناقشة القضايا الدولية الراهنة مع التركيز على الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط وتفاعل دول “بريكس” والجنوب العالمي لصالح التنمية المستدامة، كما سيناقش رؤساء الدول الأعضاء في “بريكس” التوسع المحتمل للمجموعة من خلال الإنشاء المخطط لفئة جديدة من “الدول الشريكة”، وفي اليوم الأخير للقمة سيعقد اجتماع بمشاركة ممثلين عن أربعين دولة، وسيكون من بين الدول المشاركة قادة دول رابطة الدول المستقلة، ووفود من العديد من دول آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى رؤساء الهيئات التنفيذية لعدد من المنظمات الدولية.
وفيما يتعلق بتبعات المشاركة في الـ(بريكس)، والمعوقات الموضوعية لتحقيق الأهداف المرجوة يرى الخبير الاقتصادي أنه على الرغم من اهتمام المستثمرين بالاقتصادات الناشئة في دول بريكس، إلّا أنها عموماً ليست في أحسن أحوالها، فقد تم، كردة فعل تجاه تأسيس (بريكس) تشديد العقوبات الأوروبية والأميركية على روسيا، الأمر الذي أدى جزئياً إلى إبعاد الكثير من المستثمرين المهتمين بالاستثمار في الاقتصادات الناشئة، ومعظمها من دول البريكس أومن الراغبين بالانضمام إليها، كما تم  فرض عقوبات على بعض القطاعات في الصين -خاصة شركات التكنولوجيا-، أن تم تهديد بعض الشركات بمواجهة حظر محتمل على استثماراراتها،على الرغم من أن الصين اقتصاد ناضج، مستقل نسبياً عن الأسواق الناشئة الأخرى.

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا