على قدر التحدي ..

أعلنت الحكومة بيانها أمام مجلس الشعب وأزاحت ثقله عنها والتزمت بعدم رفع سقف التوقعات منها في غالبية الملفات المهمة، وفي مقدمها زيادة الرواتب والأجور بعد ربطها بقيمة الإنتاج والإيرادات معتبرة الزيادات السابقة اسمية مولت من العجز.
بقراءة أولية للبيان من حيث الشكل والصياغة لاشك أنه واضح وشامل، وانتقى عباراته بدقة فيما يخص الملفات المطروحة أمامه للمعالجة والحل بعد تراكم صعوباتها ومعيقاتها والترقيع الذي اعتمد سابقاً في الحل والعنوان الأبرز أن الواقع بكل تحدياته وظروفه الصعبة هو المنطلق والأساس في اتخاذ أي خطوة في طريق معالجة الملفات الاقتصادية والمعيشية والخدمية وغيرها، لا وعود خلبية ولا تصريحات تؤمل الناس لتهدئة انتقاداتهم في حين تستمر وتتعاظم الأزمات بل عمل وإدارة الإمكانات والموارد القليلة بكفاءة ودقة تعطي الأولوية بالمعالجة الفورية لقطاعات وملفات كونها تلامس حياة الناس بشكل مباشر.
ويبقى الأهم والتحدي الذي يظهر مدى قدرة والتزام الحكومة على التنفيذ كان غائباً أو غير واضح وهو تحديد برنامج زمني للتعامل مع قائمة الملفات المتزاحمة على طاولة الحكومة، ومعلوم للجميع أن عامل تقدير الوقت والزمن هو نقطة الضعف الأبرز طوال المرحلة السابقة، فغالباً ما تطلق تصريحات كبيرة على لسان مسؤولين، وسجلت لهم بأن مشكلة تقنين الكهرباء على سبيل المثال ستكون محدودة، وسينعم المواطن بشتاء دافئ ليفاجئ بنظام تقنين قاسٍ، وتمر الأشهر وينسى كل شيء، وتتفاقم أزمة التقنين.. وقس على ذلك ملف المحروقات والمياه والخدمات والنقل والزراعة وغيرها الكثير من الملفات.
نعم تجاوزت الحكومة في بيانها الوعود ورفع مستوى المتوقع منها كي لا تخدع أو تصدم الناس بحجم العمل الذي سينجز لاحقاً أو الأثر السريع له، ولكن هذا لا يلغي أن المهمة الأبرز هي اعتبار كل التحديات الخلل الحاصل سابقاً في تجاوزها فرصة لإثبات أنه ورغم كل الصعوبات والضغوطات الخارجية والأياد الفاسدة والمعرقلة الداخلية، فإن مايمكن إنجازه كبير وخاصة مع الأفكار والطروحات والمبادرات والحلول التي تتجاوز حدود الصندوق التقليدي الذي جرى العمل ضمنه سابقاً ستتكامل مع رؤى وخطط الحكومة لتصب جميعها في خدمة المصلة العامة وتجاوز العديد من العراقيل والأزمات.
إذاً الحكومة وكما أكدت لديها رؤى وأهداف استراتيجية تعيد التنمية من وضع التراجع لوضع التحقيق، وهذا بدوره سينعكس على الأوضاع المعيشية، والمنتظر ليس لوقت طويل ترجمة فعلية لهذا الكلام الكبير على أرض الواقع، وأعتقد كما كل من قرأ هذه العبارة في البيان هو تحدٍّ كبير نأمل أن تكون الحكومة على قدره.

آخر الأخبار
مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟