“ملكات اجنبية” تضرب خلايا النحل في طرطوس المربون لـ”الثورة”:  الأدوية غير آمنة وبلا فاعلية

الثورة – طرطوس – تحقيق فادية مجد:

تربية النحل.. ذاك العمل الذي يصفه المربون في طرطوس بالممتع، وكان في سنوات خلت يدر عليهم أرباحاً جيدة مقابل تكاليف ليست بالباهظة، ومع ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبات رافقت تربية النحل عزف عدد من المربين عن عمل كان مصدر رزقهم.
معاناة النحالين
رئيس الجمعية الفلاحية المتخصصة بتربية النحل بطرطوس المهندس أمين حسين بين لـ”الثورة” أن النحل هو الجندي المجهول للزراعة وللبشرية جمعاء، ولولا النحل لانقرض أكثر من سبعين بالمئة من الأشجار والنباتات، ولحدثت مجاعات لا مثيل لها في العالم أجمع، كونه مسؤولاً عن تلقيح أكثر من سبعين بالمئة من الأزهار، مضيفاً: تربية النحل عمل ممتع ومجهد في الوقت نفسه، ولكن النحال مظلوم، ولا يلقى أي اهتمام، وهناك صعوبة في تصريف الإنتاج.
وأوضح أن هناك ارتفاعاً في تكاليف الإنتاج، ويقدر سعر الخلية الخشبية بحوالي 600000 ألف ليرة ، والبدلة 250000 الف ليرة، والمدخن 125000 كغ شمع الأساس وصل سعره إلى 150000 ليرة، وطرد النحل 400000 الف ليرة لخمس إطارات نحل، بالمقابل وصل سعر الكيلو غرام من العسل إلى 150000 ألف ليرة وهو سعر متدن بالنسبة للتكاليف، ولا يساوي بأحسن الأحوال ثمن كيلو غرام حلويات من النوع المتوسط، ولهذا عكف كثير من النحالين عن هذه المهنة.
وأكد أن معاناة النحالين كبيرة جداً أهمها قلة المراعي بسبب الظروف المناخية الصعبة، والتعدي الجائر على الغابات والغطاء النباتي من قطع وحرائق وعدم الاهتمام، وإهمال الزراعات الرحيقية وصعوبة الترحيل إلى مناطق الزراعات الرحيقية، وتعرض كثير من المناحل للسرقة والعبث، وأجور النقل الباهظة، وظهور أمراض جديدة لم نكن نعرفها سابقاً مثل “النوزيما” والذي أدى إلى إبادة الكثير من المناحل بسبب تهريب ملكات أجنبية بشكل فوضوي وغير آمن، كذلك هناك آفة قراد النحل الذي يفتك بالمناحل، ويؤدي إلى خسائر كبيرة، وكذلك مرض تكلس وتعفن الحضنة بالنسبة للأدوية، منوهاً بأن معظم الأدوية غير أمنة وغير مضمونة أو فعالة، وباهظة الثمن، كما لم تجر عليها الأبحاث والتجارب اللازمة لضمان استخدامها سواء على النحل أو أثرها على منتجات النحل.
تراجع عدد المربين
وأوضح حسين أنه نتيجة لكل ما سبق ذكره كان هناك تراجع في عدد المربين، ولا يمكن إعطاء رقم حقيقي لعدد المربين ..
ولعدد الخلايا، ولكن بشكل تقريبي هناك ما يقارب 275 نحالاً يملكون بحدود 40000 خلية نحل أنتجت ما يقارب 200 طن عسل، إضافة لكمية من الغذاء الملكي وغبار الطلع، مبيناً أنه تم التوجه أخيراً من قبل بعض النحالين لإنتاج سم النحل الذي يستخدم في كثير من العلاجات الطبية.
وذكر أن مطالب مربي النحل هي تأمين الأدوية الفعالة والآمنة، والاهتمام بشكل جدي وصارم بزراعة نباتات رحيقية، وتشجير الغابات التي تعرضت للحرائق والقطع بأشجار رحيقية مثل الخروب والكينا الحمراء لما تنتجه من كميات من الرحيق وبزمن قياسي، مع ضرورة تزويد النحالين بكميات كافية من المازوت والبنزين، مع إحداث مركز تلقيح ملكات وبنك ملكات تخص النحل السوري، وتوزيعها على النحالين وتشميل النحالين بصندوق الموارد بشكل فعلي، ومنع استخدام المبيدات الضارة بالنحل ومنع استيراد العسل.
تفعيل مراكز التربية
رئيس لجنة النحل في نقابة المهندسين الزراعيين في طرطوس المهندس إبراهيم الشقوف لخص معاناة مربي النحل بعدم وجود الأدوية المناسبة لعلاج الطوائف من الحشرات والأمراض، وغلاء أدوات التربية والخلايا والبدلات والسكر والمحروقات، إضافة لعدم قدرة النحالين على تصريف منتجاتهم ووجود معامل للعسل الصناعي رخيصة الثمن تنافس العسل الطبيعي.
وطالب بإعادة تفعيل مراكز التربية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ورفدها بالكوادر الفنية الخبيرة بالتربية، مع تأمين الطرود الجيدة والخلايا الخشبية للمربين بأسعار تشجيعية مع السماح لجمعيات النحل باستيراد أدوية النحل وآلات التعبئة والتغليف والسكر من دون فرض الرسوم لتخفيف التكاليف على مربي النحل، ودعوة المربين للاشتراك في المعارض والندوات الداخلية والخارجية لعرض منتجاتهم والاستفادة من خبرات وتجارب المربين الآخرين وطرق تربيتهم.
وأشار رئيس لجنة النحل إلى أن دور اللجنة في نقابة المهندسين الزراعيين وجمعية النحل في اتحاد الفلاحين وغرفة زراعة طرطوس يتمثل بإصدار الهويات للمربين من أجل مساعدتهم في الانتقال إلى المراعي في المحافظات، وأخذ القروض، مع الإجابة عن تساؤلات المربين بخصوص التربية والأمراض والمراعي، مع التأكيد عليهم لإنتاج منتجات خلايا النحل من العسل والعكبر وحبوب الطلع وسم النحل بشكل طبيعي خال من أي عملية غش، منوهاً بأن عدد النحالين بنقابة المهندسين نحو ٤٠٠ مرب، فيما يصل عدد مربي النحل في جمعية النحالين التابعة لاتحاد الفلاحين إلى أكثر من ألفين.
أطر تنظيمية

من جهته رئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة المهندس وائل حسين أشار إلى أن شعبة النحل والحرير في دائرة الوقاية في مديرية الزراعة تعتبر من أهم شعب الدائرة، وتنحصر أعمالها بتنفيذ الأطر التنظيمية لتربية النحل بالتعاون مع جمعيات ولجان تربية النحل في المحافظة، إضافة للتنفيذ الميداني للبرامج المتعلقة بتربية النحل ودودة الحرير وتنظيم التقارير الخاصة بذلك، إضافة إلى تنفيذ الخطة الإنتاجية من الطرود والعسل، وبيع طرود النحل، والخلايا الخشبية.
وذكر أنه يتبع لشعبة النحل ثلاثة مراكز نحل في عمريت وطرطوس وكفرفو، وتقوم هذه المراكز بإنتاج الطرود، وتعتبر هذه المراكز جيدة، بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجه عملية التربية في هذه المراكز وعند بعض النحالين وأهمها تعلق تربية النحل بالظروف المناخية، وحالة مواسم الفيض الزهري لبعض المواسم، فقد انخفض إنتاج العسل من موسم الحمضيات لهذا العام بسبب الظروف المناخية التي سادت أثناء موسم الفيض، وغلاء سعر المحروقات الخاصة بسيارات نقل الخلايا من محافظة إلى أخرى لزوم تتبع مواسم الفيض للأزهار الأخرى مثل اليانسون وحبة البركة في حمص وحماة، والقطن في حلب والرقة، والقبار في السلمية وغيرها، موضحاً أن أجرة سيارة بيك آب لنقل 30 خلية نحل من طرطوس إلى حماة بلغت أكثر من مليون ليرة.
العبء على المربين والنحالين
وأشار المهندس حسين إلى صعوبة تأمين مادة السكر لتغذية خلايا النحل في فترات عدم وجود الأزهار وزيادة سعر هذه المادة، وأيضاً زيادة استخدام مبيدات الآفات الكيميائية، ومبيدات الأعشاب في المحاصيل الزراعية، والذي يسبب زيادة فقد النحل، وضعف وموت الخلايا، إضافة لانتشار كبير لبعض أعداء النحل كالوروار والدبور الأحمر، وآفات النحل كالقراد والنوزيما والأمراض الأخرى.
ولفت إلى أنه يبلغ عدد المربيين في المحافظة 3248 مربياً فيما يبلغ عدد الخلايا 71400 خلية.
تأصيل النحل السوري
ورداً على سؤالنا عن كيفية تحسين سلالات النحل، أفاد بأن تحسين السلالات ليس الهدف، بل تأصيل النحل السوري “الغنامي” ذي المواصفات الجيدة والمتحمل للبيئة المحلية وللأمراض والآفات، مبيناً أن التحسين يقوم به كل مرب من خلال اختيار الخلايا الأفضل في منحله وإنتاج ملكات وطرود من هذه الخلايا، التي تحمل مواصفات جيدة من حيث الإنتاجية وتحمل الظروف البيئية.

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا