الثورة – ديب علي حسن:
مما لاشك فيه أن الكيان الصهيوني استطاع عبر القوة أن يحقق وجوده الآني، مرتكزاً على أساطير وخرافات مؤسسة عمل على نشرها في العالم، وأقام فلسفته السياسية والعدوانية على أساسها.
وفي البحث عن هذه الجذور المنبتة من كل قيم الحياة والإنسانية تطلع علينا فضائح التاريخ.
ينقب المؤرخون المنصفون ويعملون بروح علمية من خلال الوثائق التي يقدمها هذا الكيان نفسه.
قدمنا منذ يومين ما نشره الراحل ندرة اليازجي حول ذلك.. واليوم نقف عند كتاب مهم جداً للباحث جورجي كنعان الذي نذر عمره لمثل هذه الدراسات، حمل الكتاب عنوان: أمجاد إسرائيل في أرض كنعان.
والكتاب يقدم القراءات من خلال الوثائق والمخطوطات التي يقدمها اليهود الصهاينة أنفسهم، من خلال التوراة والتلمود وغيرهما.
المحتال..
يقول كنعان في ص١٦ من الكتاب؛ هل تعلم أن يعقوب (إسرائيل) طبعاً كما تصوره التوراة واليهود والذي ينتسب إليه اليهود، كما يقولون ويفاخرون به.. هل تعلم أنه كان أكبر محتال خداع عرفه التاريخ القديم.. فما استوت حياته إلا على الغدر، ولا ازدهرت إلا بفضله كان نموذجاً للأخلاق السيئة كما تصوره التوراة..
لقد احتال على أخيه وعلى أبيه.. وخدع خاله الآرامي، وسرق إبله، وكما تقول التوراة صارع الإله، ولذلك صار اسمه إسرائيل، أي قاتل الإله.. وعلى خطاه سار ابنه راوبين…
ويضيف كنعان: هل تعلم أن كتاب العهد القديم سجل المفاخر والأمجاد لدى بني إسرائيل يصنف الملك داوود بطلاً من أبطال قطاع الطرق، صعلوكاً وقائد مرتزقة، وأن أحفاده جاؤوا بقوة المال وغسل الأدمغة وضحالة الوعي العربي بما يحاك لهم.
تاريخ اليهود كما يصورنه هم أنفسهم في التوراة والتلمود تاريخ الخزي والجريمة والغدر والقتل أينما كانوا وحلوا، والتاريخ يقدم ألاف الأدلة على ذلك في المناطق والدول التي عاشوا فيها.. كانوا الأسوأ فساداً وجريمة.
ولكن كيف استطاعوا أن يغسلوا عقول الغرب بأنهم فعلا شعب الله المختار، وأنهم أصحاب سمو أخلاقي وحضاري..
هذا له وقفة طويلة من خلال ما قدمه كنعان ويازجي وغيرهم.