الثورة – رانيا حكمت صقر:
ليست مجرد فرقة موسيقية، بل أشبه بخلطة سحرية تصوغ الإيقاع من نبض الأرض وتقدّمه بروح مفعمة بالبهجة.
فرقة “لمسات”، التي لم يمضِ على تأسيسها سوى عام واحد، استطاعت أن تفرض حضورها كأحد الأصوات الجديدة في المشهد الفني السوري، عبر إحياء التراث وتطويعه بلغة معاصرة تقترب من أذن الجمهور وروحه في آنٍ معاً.
مدير العلاقات العامة- وأحد أعضاء الفرقة أحمد المصري، صرّح لصحيفة الثورة: “كنا هنالك في أرض الحرب، الأرض التي اقتلع منها الورد، لكننا اليوم نستطيع أن نرسم لوحة إيقاعية فنية تؤكد أن الشعب السوري بكل ثقافاته، “فنّه وعمله وعقله” يعشق لحن الحياة.
وتابع المصري: “تمتاز عروضنا بتوليفة رائعة جمعت بين الآلات الشرقية والغربية على خشبات المسارح، إذ يتولى كل عازف عزفاً فردياً يبرز تقنية متقنة، بداية من آلة الرق الشرقي وسط عزف ممتع للدفوف وآلات أخرى مثل الجومبيه والبونغوز، التي أضافت جواً حداثياً للتدريب الإيقاعي، ثم اختتم الأداء بتناغم جماعي ينبض بالحيوية والانسجام”.
بين أصوات الدفوف ورقصات الإيقاع، وبين فرحة الجماهير التي عادت لتملأ القلوب بعد زمن من الغياب، يعبّر أحمد المصري عن واقع جديد في المشهد الفني السوري فيقول: “في هذا العام، وفي ظل التحرير وولادة سوريا الجديدة، بدأ الضوء يسلط على أصحاب المواهب الحقيقية من دون اعتبار لأي وساطة أو تأثيرات أخرى، وبات معيار الاختيار هو تفاعل الجمهور والمهارة الفنية فقط، كان هناك تعطش واضح لمثل هذه الأنشطة، والتفاعل الذي شهدناه من الجمهور جاء من قلوب فرحة لم تكتم ظمأها منذ زمن، خاصة مع استحضار فرحة الانتصار خلال العروض المتنوعة.
“يذكر أن فرقة “لمسات” شاركت مؤخراً في فعاليات معرض دمشق الدولي، إلى جانب العديد من المشاركات والتي كان الهدف منها واضحاً وطموحاً، والتنافس بقوة بين الفرق المحلية والعالمية في مجال الإيقاعات، مع التركيز على آلة الدف بشكل خاص، والعمل على تقديم لوحات فنية تُحقق جاذبية وإتقاناً، مع الحركات البهلوانية التي تضيف بعداً بصرياً وفنياً فريداً للأداء، إذ إن الفرقة نموذج حي يجمع بين التراث والابتكار، ليقول للعالم: رغم كل الصعاب، يظل الإيقاع السوري نابضاً بالحياة والعطاء.