الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تحت شعار “يجب احتلال غزة كاملة وطرد الفلسطينيين منها”، اجتمع عدد كبير من المتطرفين الإسرائيليين والسياسيين اليمينيين في مستوطنة بئيري، بالقرب من منطقة حدود غزة، يومي 20 و21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومثلت المجموعة شخصيات في اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف، وضمت الوزراء الإسرائيليين إيتمار بن جفير وماي جولان وبتسلئيل سموتريتش، فضلاً عن عشرة أعضاء كنيست من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تم تنظيم الحدث، الذي حمل عنوان “الاستعداد لإعادة توطين غزة”، من قبل إحدى أكثر حركات الاستيطان تطرفاً في “إسرائيل”، حركة “ناشالا”، بقيادة دانييلا فايس سيئة السمعة.
ولكي ندرك مدى تطرف هذه المستوطنة، فلنتأمل هذا: في 27 يونيو/حزيران، فرضت الحكومة الكندية، على الرغم من كونها واحدة من أشد المؤيدين لنتنياهو وحروبه، عقوبات عليها، بسبب “دورها في تسهيل أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون ضد المدنيين الفلسطينيين”.
ولكن القصة لم تبدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ففي عام 2005 قررت “إسرائيل” إعادة نشر قواتها خارج المنطقة الساحلية الصغيرة. وكانت تلك بداية الحصار الإسرائيلي للقطاع.
إن “إسرائيل” كيان استعماري استيطاني، يربط توسعه الاستعماري بالإملاءات والدعاية الكاذبة. وهذا هو السبب وراء تحول إعادة توطين غزة إلى دعوة استنفار فورية للمستوطنين الإسرائيليين. وبالمقارنة بحصتهم السياسية المحدودة من السلطة أثناء إعادة الانتشار في عام 2005، فإن المتطرفين الحاليين أصبحوا الآن صناع القرار فعلياً.
وإن المستوطنين الصهاينة كانوا دائماً على دراية بطبيعة مهمتهم: التطهير العرقي لجميع الفلسطينيين في غزة وإعادة بناء المستوطنات.
وعلى هذا فقد سارع أمثال فايس والعديد من أنصاره إلى دعوة الإسرائيليين إلى الانضمام إلى حملة إعادة الاستعمار. وفي مارس/آذار الماضي، قالت فايس لجمهور من المؤيدين: “سجلوا، سجلوا، سوف تكونون في غزة”، وسيتم إبادة سكانها وطردهم. ونشرت وكالة الأنباء الإسرائيلية ” كالكاليست” وثيقة “توصي بالتهجير القسري لسكان غزة الفلسطينيين.
في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، تحدث الوزير اليميني المتطرف سموتريتش عن “الهجرة القسرية” للفلسطينيين من غزة.
وبدأت المؤتمرات تُنظَّم لحشد الدعم لفكرة التطهير العرقي للفلسطينيين. وعقد أول مؤتمر كبير تحالف من الحركات الاستيطانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وجاء في إعلان المؤتمر: “إن بناء منزل على الشاطئ ليس حلماً”. والشاطئ هنا يشير إلى شاطئ غزة.
حتى جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، اغتنم الفرصة. ففي مارس/آذار، تحدث عن “الممتلكات البحرية الثمينة للغاية في غزة”.
إن ما يسمى بخطة الجنرال المستمرة، والتي تهدف إلى إبادة سكان غزة وتطهيرها عرقياً، ليست سوى المكون العسكري لرؤية المستوطنين، وهي أن “غزة لهم إلى الأبد”. ولكن ماذا إذا فشلت إسرائيل في غزة. وهو ما سيحدث فعلاً.
إن المستوطنين يدركون بالفعل حجم التحدي الذي يواجههم. ولهذا السبب فهم يربطون باستمرار بين استعمارهم لغزة والتطهير العرقي لسكان القطاع الفلسطينيين.
وفشل “إسرائيل” في غزة وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي، ستصبح حقيقة وفقاً لهذه القاعدة: ما دام الشعب الفلسطيني يواصل المقاومة، فإن فايس وزملاءه المتطرفين لن يجدوا الأمان في غزة.
إن سكان غزة الأصليين ظلوا يعيشون في تلك الأرض التاريخية لآلاف السنين. وإذا لم تجبرهم الإبادة الجماعية على الرحيل عن أرضهم، فلن يكون هناك أي شيء آخر قادر على ذلك.
المصدر :ميدل ايست منتيور