تعتبر الكرة الذهبية، الجائزة الفردية الأهم، في عالم الكرة العالمية، لما تحمله من رمزية منذ خمسينيات القرن الماضي، باعتبار المتوّج بها هو الأفضل على الساحة الكروية العالمية، وبالتالي هذا التتويج هو اعتراف بعمل شاق يقوم به اللاعب مع ناديه ومنتخب بلاده، ينعكس بإحراز البطولات معهما.
وعلى مر السنوات الماضية، ظُلم الكثير من اللاعبين، ممن حرموا شرف التتويج بها، لاسيما منذ بدء توزيعها، لاقتصارها على اللاعبين ذوي الجنسية الأوروبية، وفي مقدمتهم بيليه و مارادونا، لكن فيما بعد أصبح الظلم موجهاً ومدبراً؟! مما جعلها تفقد مصداقيتها بل حتى قيمتها لدى الكثير من اللاعبين لاسيما مع مطلع هذا القرن.
ولعل أبرز الذين ظُلموا في الآونة الأخيرة، إنييستا الذي صنع بطولات برشلونة وحاز كأس العالم مع منتخب بلاده إسبانيا (٢٠١٠) لكن الجائزة ذهبت لميسي، وتكرر الظلم مع فرانك ريبيري في (٢٠١٣) حين ذهبت الكرة الذهبية للدون رونالدو، وكان نيمار الأحق حين أعطيت لميسي مرة أخرى في (٢٠١٥) وعاد ميسي وتحصل على الجائزة في (٢٠١٩) وكان الأحق بها الهولندي فان دايك الذي توّج بأغلب البطولات مع ناديه ليفربول، ولاسيما دوري أبطال أوروبا، وبعدها بعام كان يفترض أن يتوج بها ليفاندوفسكي لكنها حجبت بسبب (الكورونا).
وعاد الجدل من جديد بعد عام، بعدم تتويج ليفاندوفسكي، وأعطيت لميسي مرة أخرى، وفي (٢٠٢٣) توّج النرويجي هالاند بكل البطولات مع ناديه مانشستر سيتي، بل كان هدافاً لها، وإذ تـُهدى بشكل غريب مرة أخرى لميسي؟! بحجة تتويجه بكأس العالم قبل عام ؟ في موسم هو الأسوأ للساحر، حين سجل فقط خمسة أهداف مع ناديه باريس سان جيرمان، قبل انتقاله للولايات المتحدة !
وها هم منظمو الحفل يتابعون فقدانهم لمصداقيتهم، وإثارتهم للرأي العالمي، حين حرموا البرازيلي فينيسيوس من الكرة الذهبية، رغم أنه فاز بأهم أربع بطولات مع ناديه ريال مدريد، وكان العنصر الأهم والأبرز فيها، وتم منحها للاعب السيتي روردي، بحجة تتويجه مع منتخب بلاده إسبانيا ببطولة أمم أوروبا، مع العلم وللمفارقة لم يكن رودري ضمن القائمة النهائية لأفضل اللاعبين بالبريميرليغ، ولا حتى في دوري أبطال أوروبا، كما أنه لم يكن العنصر الأبرز بتتويج اللاروخا، وكلنا يعلم وشاهد تألق لامين يامال ونيكو ويليامز وفابيان رويز ودانيال أولمو في تتويج إسبانيا، بل إن لم يكن فينيسيوس يستحقها فعندها كارفخال هو الأحق، لتتويجه في كل البطولات، سواء مع ناديه ريال مدريد أم منتخب بلاده إسبانيا.
ما سبق ذكره ليس تقليلاً بمن فازوا بالكرة الذهبية، وفي مقدمتهم ميسي الذي تم منحه إياها ثماني مرات، فلا أحد يختلف على أن البرغوث هو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق، لكن أن يُحرم من هذه الجائزة مَن هو أحق لمعايير خارجة عن الرياضة والروح الأخلاقية للعبة! فهذا يجعل هذه الجائزة بلا قيمة وفاقدة للمصداقية، بل جعلت الكثير من اللاعبين لا يعيرونها اهتماماً، لأن من بات يحمل الكرة الذهبية ليس هو الأفضل ولا الأحق.
السابق
جيش التحرير الفلسطيني: وعد بلفور المشؤوم وثيقة أثبتت تآمر الاستعمار الغربي مع الحركة الصهيونية
التالي