الثورة – دمشق – عبير علي:
بغية تسليط الضوء على دمشق عاصمة الحضارة والتاريخ، والحفاظ على تراثها المعماري والعمراني الجميل الذي يعبّر عن هويتنا.. تستضيف قاعة المركز الثقافي العربي في برزة، برعاية وزارة الثقافة ومديرية الثقافة في دمشق، معرضاً فنياً بعنوان “تراث دمشقي” يقدمه فريق فناني “ياسمين الشام”وهم الفنانون التشكيليون (علي السعدي، محمد دبور، محمد زين كوكي، موفق المصري، محمد غنيم).
وفي حديث لصحيفة الثورة حول المعرض، ولماذا دمشق، وما سر الاهتمام بالتراث المعماري الدمشقي، والحارات الدمشقية التي لا مثيل لها في أي مكان آخر، أشار المهندس والفنان محمد دبور إلى أن دمشق أقدم عاصمة باقية حتى الآن، لم تتوقف فيها الحياة، وهي من أقدم مدن الأرض وأكبرها سناً، وأرسخها في الحضارة قدما، ففيها شيدت حضارات وعاش فيها أقوام، وهي أيضاً أجمل مدينة في العالم.
وأكد أنها أم العواصم وجوهرة المدائن، وحظيت بمكانة تاريخية وحضارية جعلتها محطّ اهتمام المؤرخين والباحثين في الشرق والغرب على مدى العصور، لأن دمشق تحمل عبق الأزلية، وخفقات قلب الخلود، في كل حارةٍ وركنٍ من أحيائها القديمة.
وقد تميز موقعها الجغرافي بخصوبة أراضيها، وبالطرق الطبيعية الرئيسية في العالم، ولهذا كان للصراع الدولي بين إمبراطوريات وممالك العالم القديم في هذه البقعة الجغرافية الأثر الكبير.
ولفت دبور إلى أن دمشق اعتبرت أقدم عاصمة مأهولة في العالم، وقيل عنها “جدة المدن”، وقد تحدثت عنها الكتب المقدسة، وأقدم النصوص المصرية والإبلائية والبابلية والأشورية والآرامية والإغريقية واللاتينية. ومختلف اللغات العالمية القديمة، كتبوا وتحدثوا عنها بكل قداسةٍ وإعجابٍ وتقديرٍ وحبٍ كبير.
وختم الفنان دبور بالقول: “تتميز دمشق بكونها المدينة العربية متجددة الشباب، وأسهمت الأجيال المتعاقبة في الدفاع عنها، والمحافظة على تراثها المعماري والعمراني الجميل، وإذا كان من حقنا أن نفخر بها، فإن من واجبنا جميعاً أن نعمل في سبيل المحافظة على تراثها العربي الأصيل، وستبقى دمشق دائماً إحدى عواصم العالم القديم والحديث”.