ناصر منذر
يصعد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة لليوم العاشر بعد الأربعمئة على التوالي، بدعم أميركي وغطاء غربي، ويضرب بكل القوانين الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط، فيمعن في قصف المشافي واستهداف خيام النازحين، ويشدد حصاره الخانق، عبر مواصلة منعه إدخال المساعدات الغذائية والطبية، وسط استمرار حالة الشلل التي تلازم مجلس الأمن الدولي، وعجزه عن إصدار قرار جاد وفعال يلزم الاحتلال بوقف عدوانه.
وفي هذا الإطار، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق في قطاع غزة المنكوب.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43972، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ 2023، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر، أسفرت عن استشهاد 50 فلسطينياً، وإصابة 110 آخرين.
وأضافت الوزارة، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 104008 جرحى، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الاحتلال قصف بالطيران منزلاً في منطقة المخيم الجديد شمال غرب النصيرات وسط القطاع، بينما قصف بالمدفعية جنوب حي الزيتون بمدينة غزة ما أدى لاستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.
كما أغارت طائرات الاحتلال على محيط منطقة التوبة في مخيم جباليا شمال غزة، ونسفت عدداً من المباني السكنية في محيط المخيم، واستهدفت مدفعية الاحتلال منازل الفلسطينيين في بيت لاهيا شمال القطاع.
بدورها أعلنت فرق الدفاع المدني أن خيام النازحين في قطاع غزة تعرضت للغرق نتيجة موجة أمطار غزيرة، ما فاقم معاناة آلاف العائلات المهجرة بفعل القصف.
وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية الكارثية في شمال القطاع جراء الحصار المطبق والقصف المستمر عليه منذ 46 يوماً أوضح مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية أن المنظومة الصحية في الشمال تعمل بظروف قاسية للغاية وأنه لا توجد أي سيارة إسعاف، مشيراً إلى أن عدم توفر المستلزمات الطبية وعدم وجود عدد كافٍ من الكوادر الطبية في المستشفى جراء اعتقال 45 منهم من قبل قوات الاحتلال يؤدي إلى استشهاد أعداد من الجرحى يومياً.
وأشار الدكتور أبو صفية إلى أن الاحتلال يمنع إدخال الطعام والماء ويمنع الوفود الطبية الدولية من الدخول إلى شمال القطاع، لافتاً إلى أنه تم تسجيل أعداد كبيرة من حالات سوء التغذية عند الأطفال وكبار السن.
ولفت الدكتور أبو صفية إلى أن الاحتلال يواصل قصف المستشفى ومحيطه، متسائلاً: إلى متى سنظل نموت أمام مسمع ومرأى العالم دون أن يحرك ساكناً.
إلى ذلك أكد مسؤولون أمميون، في إحاطات لهم أمام مجلس الأمن الدولي أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب في دمار شامل وخسائر فادحة، مشيرين إلى أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء كارثي، وخاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع النطاق وشبه كامل للمواطنين الفلسطينيين وتدمير واسع النطاق وتطهير الأراضي، وسط ما يبدو وكأنه تجاهل مقلق للقانون الدولي الإنساني.
وأكدوا أن الظروف الحالية في غزة «هي من بين أسوأ الظروف التي مرت خلال الحرب بأكملها ولا توقعات بتحسنها».
وشددوا على أن مسار العمل الوحيد الذي يتعين على مجلس الأمن أن يتخذه، إذا كان له أن يحتفظ بأي قدر من المصداقية هو «المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».