الثورة – منهل إبراهيم:
في الشمال والجنوب وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة تقلب المقاومة المعادلة وتحقق النصر الاستراتيجي في ميدان المعارك، وهناك على جبهتي الجنوب والشمال وفي غزة يعترف الاحتلال يومياً بالأحداث الصعبة، وبخسارة المزيد من الضباط والجنود بعمليات المقاومة النوعية، واختراقهم لصفوف العدو في مواجهات أذهلت الاحتلال، من مسافة صفر بل وأقل من ذلك، ما يدفع جيش العدو للاعتراف بأنه يجنى رياح الخذلان من حربه في الجنوب والشمال وفي غزة أيضاً، ويدفع الأثمان الباهظة على يد المقاومة. وفي هذا الصدد وجه الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك انتقادات لاذعة لجيش الاحتلال والحكومة الصهيونية، قائلاً إن “الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، لا نهاية لها في الأفق، ولم تحقق أيا من أهدافها.” وأشار بريك في مقالة بصحيفة هآرتس، إلى أن الحرب فشلت في إطلاق سراح الأسرى، أو إعادة المستوطنين في الشمال، كما لم تهزم حركة “حماس” أو “حزب الله”، لكن في المقابل اقتصاد “إسرائيل” ينهار، والاستقرار الاجتماعي في حالة من التفكك وعلى شفا حرب أهلية. وقال بريك في مقالته: “إذا جاء كائن من الفضاء الخارجي وشاهدنا من منظور عين الطير، فماذا سيرى؟ سيرى حربا مستمرة منذ أكثر من عام، ولا نهاية لها في الأفق، وسيرى أنها لم تحقق أيا من أهدافها، وسيرى العالم المتنور ينفصل عن “إسرائيل”، والقوات البرية تآكلت إلى أقصى درجة”. وشدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد على أنه “لا يمكن تدمير حزب الله وإنهاء الحرب بقوة الذراع، وبناء على ذلك فإن الحكومة توجهت الآن إلى مسار التسوية السياسية بوساطة أمريكية”. وأضاف أن جيش كيانه لا يقول الحقيقة للمستوى السياسي عن الأزمة الشديدة في صفوفه، منوها بأن 40% من جنود الاحتياط الصهاينة أصبحوا غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، كما أن الجنود النظاميين يتم تسريحهم بسبب سوء حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال. وأشار بريك إلى تصريحات الصحفي ايتي انغل التي قال فيها إن “حزب الله” لا يبدو كتنظيم مهزوم ويريد التوصل إلى اتفاق سياسي، وإن “الصورة التي يتم عرضها لنا، بأن حزب الله ضعيف وأن الجيش الإسرائيلي هو المنتصر في الحرب في لبنان، هي مختلفة كليا عن الحقيقة”. وأضاف أن الصورة التي يعرضها المراسلون والمحللون العسكريون عن الواقع في لبنان لا تتفق مع الواقع الحقيقي، وأن المنازل التي يتم تدميرها في جنوب لبنان، هي مسألة وقت فقط حتى يُعاد بناؤها مرة أخرى. وواصل بريك: “هذا الكائن من الفضاء كان سيرى أيضا كيف أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يحاول أن يعرض على المستوى السياسي وعلى الجمهور صورة تقول بأن الجيش قوي جداً وقادر على تنفيذ أي مهمة تلقى عليه إلى أن يتم تحقيق أهداف الحرب”. وهاجم كذلك وزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس، وقال إنه منفصل تماماً عن الواقع، لذلك يعلن بأنه يجب مواصلة القتال ضد حزب الله حتى هزيمته بشكل كامل، مضيفا أن “هليفي يفعل ما يؤمر به دون أن يشرح له بأن وضع الجيش متدن، ولا يمكنه سواء الدخول في عملية برية عميقة أو البقاء في المناطق التي احتلها بسبب النقص الكبير في جنود الاحتياط”. وأكد بريك أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنه وقف مئات الصواريخ والقذائف والمسيرات التي يتم إطلاقها كل يوم وتشل الحياة وتدمر الشمال، معتبرا أن “رئيس الأركان يساهم في إخفاء الحقائق بشكل كبير إلى جانب المستوى السياسي، وفي تفكك القوات البرية والتسبب بعدد كبير من القتلى والمصابين”. وانتقل بريك بالهجوم إلى المستوى السياسي، قائلاً إن “هذا الكائن الفضائي سيرى سلوك المستوى السياسي المنحرف، الذي تتغلب لديه الاعتبارات السياسية للبقاء على اعتبارات الأمن القومي”، ووصف مؤيدي الحكومة الصهيونية، بأنهم “يتصرفون مثل قطيع هائم، لا يعرف ما يحدث من حوله”. واختتم مقاله، بالقول إن “هذا الكائن الفضائي سيعود إلى أصدقائه في العالم الخارجي ويقول لهم: لن تصدقوا ما رأيت، لكن يمكنكم الهدوء، يوجد في الكون أشخاص أكثر جنونا منا”.