لم يعد مقبولاً حجم التلوث البصري على امتداد الشوارع والساحات ريفاً ومدينة، حيث انتشار أكوام القمامة بلا ضوابط أو قيود هو السائد بشكل لافت لايمكن التغاضي عنه، فالأهالي الذين لايتورعون عن رميها كيفما شاؤوا هنا وهناك في الحارات وأمام المنازل حين يرسلونها مع أبنائهم الصغار أو الكبار دون الالتزام بمكب الحاويات وبالتالي هم المسؤول الأول عن انتشار هذه العادة السيئة والمؤذية بيئياً وصحياً، كحلقة أولى غير منضبطة السلوك بالشكل الصحيح إزاء ذلك.
مشاهد مؤلمة لاتسر زائراً ولا ناظراً وتعكس الوجه الغير حضاري لمدننا وشوارعنا وقرانا، وخاصة في السنوات العشر الأخيرة بحكم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة.
إلا أن ذلك غير مبرر بالتأكيد، وبات موضوع القمامة ومشاهدها المزعجة في كل مكان معضلة حقيقية مستعصية الحل على ما يبدو إلى حد كبير لدى الجهات المعنية سواء في مجالس المدن والبلدات والمجتمع المحلي والذين يبررون دائماً أن افتقارهم إلى الأدوات اللازمة والمطلوبة من سيارات ونقص المحروقات وعاملي النظافة ومعدات لجمع القمامة تحول دون أداء المهمة بما يرضي الذوق العام وأساسيات العمل.
إزاء هذا الواقع لابد من حلول إسعافية تسعى إليها جميع الأطراف من بلدية وجمعيات معنية بالبيئة ومجتمع محلي بأن يكون هناك عمل تطوعي منظم بين الفترة والأخرى للتخلص من الركام المنتشر في كل زاوية وفسحة، وكذلك تلال النفايات في قلب الحاوية ومحيطها ما يدعو للإشمئزاز والقلق والخوف على مستقبلنا الصحي والبيئي.
السابق
التالي