الثورة ـ علاء الدين محمد:
لابد أن نقر أن المحتوى الذي يقدمه العالم الافتراضي، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، هو أشبه ما يكون بسيف ذي حدين، فمن جانب هو مفيد ويتضمن أشياء ضرورية ومفيدة وتنعكس إيجاباً علينا وعلى ظروف حياتنا، ومن جانب آخر هي ضارة وخطيرة في أحيان كثيرة.
ضمن هذا السياق قدم الزميل الإعلامي محمد نجم نشاطاً تفاعلياً في المركز الثقافي العربي بالمزة، تحت عنوان (منصات الكترونية تبيع الوهم للشباب).
في بداية الحديث قال: من واجبنا دق ناقوس الخطر وتحذير فئات كثيرة من المجتمع لاسيما الشباب من الأفخاخ التي تنصبها مواقع التواصل الاجتماعي و منها التضليل حيث تختلف أشكال التضليل باختلاف الأهداف التي تمارسها المنصات؛ فمثلاً:
هناك من يسعى لحصد التفاعل وتحقيق عائد مادي (من خلال استغلال عواطف وطموحات وأحلام الشباب، ولاسيما مواقع التعارف والزواج التي تحظى باهتمام وتفاعل كبير من المجتمع وخاصة الشباب).
وأيضاً هناك من يسعى للابتزاز المالي والاحتيال والترويج لفرص عمل وسفر وهجرة أو تعليم في الخارج لاسيما في دول الغرب التي يحلم معظم الشباب بالسفر إليها.
وهناك حسابات وصفحات ومجموعات على مواقع التواصل تروج لتقديم مساعدات غذائية ومبالغ مالية تحت أسماء أمراء وأميرات خليجيات ومؤسسات ومنظمات محلية وعربية ودولية، وتنشر روابط لملء استمارات بهدف التفاعل والاحتيال على الناس من خلال الطلب منهم تحويل مبالغ مالية كرسوم مقابل الحصول على جوائز بمئات الآلاف من الدولارات، وفي الحقيقة هي أحلام من ورق.
وأضاف نجم هناك من يقدّم محتوى غير صادق وغير واقعي بهدف غرس أفكار سلبية، وتغيير قناعات الناس، وأيضاً هناك من يروج فكرة المراهنات والقمار الإلكتروني من خلال إنشاء برامج وتطبيقات خاصة تجرهم إلى هذه الحفرة التي لا يمكنهم الخروج منها بسهولة، ومثال ذلك تطبيق “آي تشانسي Ichancy”.
مثال: منشور على صفحة وزارة الداخلية يقول:
((فرع الأمن الجنائي في إحدى المحافظات يلقي القبض على شبكة تعمل بالمراهنات والعملات الرقمية عبر الانترنت من خلال إنشاء حسابات للزبائن عبر برنامج ايشانسي وغيرها.
من خلال المتابعة الدقيقة والبحث عن شبكات العمل بالمراهنات عبر برنامج ايشانسي والعملات الرقمية عبر الانترنت ألقى فرع الأمن الجنائي باللاذقية القبض تباعاً على شبكة مراهنات عبر برنامج ايشانسي، وبالتحقيق معهم اعترفوا بإقدامهم على العمل بالمراهنات عبر برنامج ايشانسي بصفة كاشير وماستر بالاشتراك مع أشخاص متوارين . وإنشاء حسابات الألعاب للزبائن لهذا الغرض مقابل المنفعة المادية، حيث يقومون بتعبئة نقاط للزبائن في حال الخسارة وشراء النقاط منهم في حال الربح وشحن مبالغ مالية عن طريق شركات تحويل، وعثر ضمن أجهزتهم الخليوية على هذه البرامج وصور لبطاقات شخصية ومحادثات وكروبات خاصة بالرهان كما اعترف المقبوض عليه (ن) على العمل بالعملات الرقمية عبر الشبكة وبيع وشراء بطاقات الكترونية من الزبائن لشحن الألعاب والبرامج.. الأبحاث مستمرة حتى إلقاء القبض على شركائهم المتوارين وتم تقديم المقبوض عليهم للقضاء أصولاً)).
وأوضح أن هذا مثالا واحدا عن تطبيق واحد من بين الكثير من البرامج والتطبيقات التي تصب في هذا المنحى والتي تستهوي شريحة واسعة من الشباب ممن يسعون إلى الربح الكبير والسريع واختصار الزمن، لكنهم لا يدركون خطورة الأمر إلا بعد فوات الأوان.
وأكد نجم أن ما يهمنا هو نشر الوعي المجتمعي وخاصة لدى فئة الشباب، والتحذير والتنبيه لخطورة الأمر وآثاره السلبية على حياتهم وحياة المجتمع.
يحاول نجم كشف خطورة هذا الأمر والتوضيح للناس بأن هذه البرامج لا تختلف عن أي شكل من أشكال القمار التقليدية من حيث أنها محرمة شرعاً وهي جريمة يعاقب عليها القانون، فضلاً عن أثرها النفسي المدمر لحياة الإنسان الذي يتعود ويدمن عليها لدرجة الضياع والدمار الاجتماعي.
وعن المنعكسات السلبية بين نجم أنها تؤدي إلى التهام الوقت وتضييعه
والابتعاد عن الواقع والتعلق بالوهم والربح السريع ،مع انحراف تفكير الشباب عن قصاياهم الأساسية في التعليم والعمل .
وعن أسباب اللجوء إلى مواقع السوشيال ميديا، أوضح أن أهم الأسباب هي
البطالة وتدني مستوى المعيشة في أوقات الفراغ، ضعف الدخل والموارد المالية أو انعدامها، وصعوبة الزواج وارتفاع تكاليفه، وكذلك الرغبة في التحصيل العلمي العالي والنوعي والبحث عن فرصة لذلك خارج البلاد.
إضافة إلى الرغبة في بناء علاقات غير مكلفة مادياً بالنسبة للشباب، وكذلك للتفلت من رقابة المجتمع والجنوح نحو علاقات اجتماعية سهلة ومتاحة مجاناً على مواقع التواصل.
الملفت في هذا النشاط هو حضور عدد لا بأس به من الشباب والشابات، والتفاعل الجميل فيها بينهم.. فعنوان النشاط مهم ويهم المجتمع برمته، نتمنى أن تتعدد النشاطات التي تعنى بفئة اليافعين والشباب.