فوضى وقتل وتدمير في المنطقة برعاية “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية، وفلسطين هي الغاية القصوى للكيان، يتم وبصمت وضجيج في آن معاً تصفية غزة، ومعها تصفية ما تبقى من فلسطين، وعين الاحتلال على لبنان وسورية، وصولاً إلى الفرات، وقبله النيل.
يلاحقون فلسطين في الخارج يريدون قتل حتى الفكرة التي يدافع بها الناس عن غزة، كم تعنيهم غزة، وكم يعنيهم قتلها، والاستيطان على ركامها، وتعترف أمريكا بشراكتها في كل ذلك وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) الذين قاموا بمداهمة بيت شقيقتين فلسطينيتين أمريكيتين، بسبب شعارات جدارية كتبت على جدران الحرم الجامعي في أثناء التظاهرات المؤيدة لفلسطين خير دليل على ذلك.
صنّاع الموت وإرهاب السكان الآمنين يسمون الدفاع عن فلسطين إرهاباً، وتكاد الفكرة لوحدها تقتلهم، ومن أجل قتلها يجتمع العدد الكبير من ضباط الشرطة وعملاء أف بي آي في وحدة المهام المشتركة للإرهاب المزعوم يداهمون بيوت أنصار فلسطين في أمريكا ويكسرون الأبواب ويفتشون عن الفكرة وأصحابها، ويحاولون سحق حتى الحلم بالحقيقة ونصرة المقهورين في غزة وما حولها.
الكل بات يعرف طبع الدعم الأمريكي للاحتلال حتى الإعلام الأمريكي بات يضع على أغلفة مجلاته وعلى متون صفحاته ما يدين الاحتلال وداعميه ومنها صورة وعنوان “النجاة في غزة”، على غلاف “نيويورك تايمز” والتي جسدت صورة عن المأساة في القطاع.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وضعت صورة طفل فلسطيني مبتور اليدين جراء العدوان الإسرائيلي، على صفحتها الأولى تحت عنوان “النجاة في غزة”، في خطوة تسلط الضوء على المجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في القطاع الغزاوي للعام الثاني على التوالي.
الطفل الفلسطيني فقد ذراعيه حاله كحال الكثيرين من أطفال غزة، عندما كانت عائلته تفر من القصف الإسرائيلي، والآن، لايستطيع أن يفعل الكثير لنفسه، والعالم يتفرج عليه، ولايريد أن يفعل شيئاً هو أيضاً تجاه مأساة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع.
في غزة تبتر الأطراف ويتم تشويه الوجوه، وإتلاف الأدمغة، وتبخير الأجساد بالأسلحة الذكية وخوازميات الموت، لكن الفكرة باقية لاتتلف ولا تموت ولاتتبخر، ويكمن القول إن غزة على قيد الحياة حتى لو أراد البعض وعبروا عن رغبتهم في ألا تبقى غزة على قيد الحياة.
منهل إبراهيم