لا يختلف تاجر أغلق متجره عمداً، وحجب سلعة عن مواطن مستهلك، عن كل أولئك الذين يعملون على ضخ الطاقات السلبية ويستهدفون الشعب السوري بحرب إعلامية شعواء، هدفها بث مشاعر الإحباط في النفوس.
ولا يختلف عن هؤلاء تاجر محتكر، أو مؤجر استثمر هلع من هجّرهم الإرهاب، لجني علاوات وأرباح من استثمار أزمة إخوته في بلد يتعرض لحرب قاسية بكل معنى كلمة قسوة.
لا نظن أنه من المقبول أن تسترخي وزارة التجارة الداخلية للتطورات المقلقة في أسواق المستهلك، ويجب أن تترافق التصريحات المطمئنة للوزير المنجد، بنشاط وانتشار جاد ومكثّف لعناصر ودوريات حماية المستهلك في الأسواق على الأرض لا في المكاتب وعلى منابر التواصل الاجتماعي.
إن ثقة السوريين كبيرة ببلدهم، وهم متشبثون بأرضهم في وجه كل أشكال الاستهداف، إن كان عسكرياً أم عبر إجراءات الحصار الجائر، لكن من غير المقبول أن يزيد تاجر أزمة المستهلك تأزماّ، وأن يسهم آخر بزيادة وطأة حصار بغيض.
لقد أثبتت كل المحن التي مرت بها البلاد، تضامناً وتكاتفاً مشرفاً بين السوريين، ولم تختلف المبادرات المجتمعية التي شاهدناها مؤخراّ لاحتضان الوافدين من حلب، عن كامل تفاصيل سيرة الإلفة والتعاضد التي عهدها السوريون ببعضهم، طيلة سنوات الحرب، وقبلها أيضاً، وعلينا ألا نسمح بأن يعكر صفو الوفاء والوئام ضعفاء نفوس، ومهزومون من الداخل.
فالجيش العربي السوري والشرفاء من أبناء سورية يبذلون دماءهم في الدفاع عن أرض وشعب سورية، وهم مصدر الطمأنينة والثقة والأمان.
وأكبر إساءة لتضحياتهم، ما يجري من حالات جحود وخذلان يمارسها محتكر أو متخاذل أو منكفئ، أو تاجر أزمة، لم تعلمه دروس سنوات طويلة أن الوطن ليس سلعة أو حفنة أرباح استثنائية.
نهى علي