الثورة- منهل إبراهيم:
يشكل الحضور الإسرائيلي السلبي والمعرقل لأي مسار للحلول في سوريا، أبرز العوائق أمام انطلاق عملية سياسية واقتصادية واسعة وجامعة في البلاد تحقق الأمن والاستقرار، بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها دمشق في هذا المجال، إضافة إلى تأكيد كل من تركيا والولايات المتحدة الأميركية والأردن، والدول العربية والغربية الفاعلة، على العمل الجاد من أجل إيجاد حل سياسي لجميع الأزمات والتحديات التي ورثتها الحكومة عن النظام البائد.
وفي جميع اجتماعاتها ولقاءاتها في الداخل والخارج تعكس الحكومة السورية رغبتها في سلوك نهج الخيار الدبلوماسي لحل جميع المشكلات الداخلية والخارجية، يقابلها موقف إقليمي ودولي إيجابي يريد ذلك، كما يدعم رغبة الحكومة السورية الجديدة بسط سيادتها على كافة أراضيها، وتأمين حدودها مع دول الجوار، وهو حق يكفله القانون الدولي.
وفي هذا المشهد الإيجابي وانفتاح دمشق على الحوار ولم شمل السوريين وحفظ وحدة أراضيها، وعناوين سيادتها، تمسك إسرائيل بسكين الفوضى وتلعب دورها التخريبي كجزء من إستراتيجيتها لتقويض سوريا الجديدة، بالرغم من موقف أميركا الداعم والواضح وضوح الشمس لخطوات الحكومة التي تصفها واشنطن بالإيجابية والهادفة لتحقيق الاستقرار، وتشجيع المزيد من الحوار البناء على الصعيدين الوطني والدولي.
ويرى العديد من الخبراء الاستراتيجيين أنه بمقدور الحكومة السورية تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد من خلال الحوار الداخلي، (السوري – السوري)، لكنها لن تتمكن من حسمه تماماً، طالما هناك أطراف أخرى تلعب على أوراق العرقلة وتسعى لخلق صراع إقليمي ودولي حول سوريا الجديدة وهويتها، وتستهدف وحدتها وسيادتها، وتحويلها إلى ساحة صراع مفتوحة.
وفي مناسبات عدة أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني على أولوية الحل الداخلي، ورفض أي مقاربات قائمة على التدخل الخارجي، محذراً من تبعاتها العميقة على مستقبل سوريا ووحدتها، مشدداً على أن الحل السياسي الحقيقي في سوريا لا يمكن أن يُبنى إلا على قاعدة حوار وطني جامع، تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري، في ظل احترام كامل للسيادة الوطنية ورفض الإملاءات الخارجية.
الوزير الشيباني وفي إحدى تغريداته على منصة “إكس” أكد إيمان الحكومة بأن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها.
ويصف كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز، ملفات سوريا بالمعقدة، مؤكداً أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعهدت بوحدة سوريا الجديدة وشعبها، ودعم الاستقرار والاستثمار فيها.
ولفت روبنز إلى أن الاجتماع الأخير في الأردن بين دمشق وعمان وواشنطن، يمثل خطوة إيجابية، لكنه أكد وجود العديد من التحديات التي تواجه حل أزمة السويداء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد فرض مواقف بعينها على دمشق.
وقد أظهرت سوريا رغبة أكيدة في إرساء أفضل علاقات حسن الجوار، والتعاون الدولي في القضاء على الإرهاب، ومنع تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود، والذي مثل أزمة لبلد مثل الأردن الشقيق خلال عهد النظام المخلوع. وعليه، فإن ثمة توافق دولي على دعم الحكومة السورية ونزع فتيل التوترات الداخلية والخارجية والاستمرار في مساعدة البلاد باعادة البناء والإعمار وتحقيق النهوض الاقتصادي، بما يحفظ وحدتها وسيادتها واستقرارها، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، وخصوصاً التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية، وذلك لأن أمن واستقرار سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.