“الثورة” ترصد مشاعر عدد ممن التقوا أحباءهم في حلب بعد نزوحهم بسبب النظام البائد

الثورة -مراسل “الثورة” في حلب جهاد اصطيف:
لحظات لم تكن مجرد لقاءات عائلية، بل كانت استعادة للذكريات التي توقفت عندها الحياة، وعودة إلى الأحضان التي اشتاقوا إليها طويلاً، جاء من تقطعت بهم السبل لسنين، ليتعانقوا من جديد ويذرفوا الدموع ويتسامروا، رغم المعاناة الطويلة والمريرة التي مرت من دون اكتراث هذه المرة للعودة إلى الوراء.
“صحيفة الثورة” رصدت مشاعر عدد ممن التقوا بعد غياب بأحبائهم من محافظة إدلب في حلب..
جميلة من بلدة كلة بريف إدلب، عبرت عن سعادتها لما رأته، بداية عبر الشاشات من تسجيلات وصور آتية من حلب، ومظاهر الاحتفال في الحي الذي تربت وكبرت فيه منذ اللحظات الأولى للتحرير، تقول باختصار: شعرت بفرح لسقوط النظام البائد.
جميلة واحدة من ملايين نزحوا من منازلهم بدءاً من العام ٢٠١١، كانت الحياة بالنسبة لهم صعبة، إذ قضوا سنوات في مواجهة الكثير من التحديات، وتحمل أعباء اقتصادية، حتى تمكن الكثير منهم أن يديروا أوضاعهم ويرتبوا أمورهم وينجحوا في تجاوز أزمتهم لتصبح حياتهم، كما أـكدت، أفضل مما كان يعيش الناس لدى النظام الساقط، والدليل كما تقول هرولة الكثير ممن كانوا نازلين إلى حلب في سياراتهم الحديثة، وتحديدا موديل “سانتافيه” لرؤية حلب وساحتها وقلعتها وأزقتها القديمة لأخذ الصور والتجول ومن ثم العودة، حيث استقروا طيلة سنوات ريثما يرتبوا أوضاعهم ويعودوا إلى ديارهم التي هجروا منها.
في مقابل ذلك تؤكد سعاد، أن طريق العودة، بالنسبة للكثير أيضاً لن يكون سهلاً، وتوضح أن هناك الكثير ممن يفكرون بالعودة، فقدوا منازلهم ووظائفهم وأحباءهم، لقد دمرت سنوات النزاع والعقوبات الاقتصاد السوري، ومع ذلك يقول هؤلاء، على حد قولها، إنهم عازمون للعودة إلى أحيائهم وقراهم، لأنها الأغلى والأسمى بالنسبة لهم.
أسامة، من مدينة إدلب، يخبرنا أنه عند سماع الأخبار عن سقوط النظام، استعاد شريط الأحداث خلال السنوات العشر الأخيرة، ومرت الصور كلها في ذاكرته، تذكر الحرب وويلاتها، ويقول: إن الأولوية بالنسبة له الآن رؤية الأهل والأقارب والعودة إلى الأيام الخوالي التي كانت تجمعنا، وأن نسعد برؤية وطننا وهو يتعافى من جديد، مع قيادة ومرحلة جديدة.
فيما أم سعد من المدينة أيضاً، راحت تتأمل سنوات النزوح الطويلة وتقول: أمضينا ١٠ أعوام نازحين من ديارنا، واستقبلنا الناس في ريف إدلب بداية وكأننا من أهلهم، لكن الغربة تبقى غربة.
تصف لحظات الفرح التي يمتزج فيها الحزن، إذ يصبح غياب الأقارب أشد وطأة، ورغم أنها عادت إلى حلب، فإنها قلقة بشأن الوضع الاقتصادي المتردي، الناس لا تزال تعاني، لا كهرباء منتظمة، ولا مياه، والأسعار لا يمكن تحملها بالرغم من انخفاضها خلال الأيام الماضية، كيف للناس أن يعيشوا؟. وتقر أن مشاعرها مختلطة، وتقول: نحن سعداء بسقوط النظام البائد، ولكن مغادرة مكان مكوثنا طيلة هذه السنين بعد أن كونا عائلة ثانية هنا سيكون مؤلماً.
عبد الله من كفر لاتا، لم يفارقه حلم العودة إلى حلب منذ سقوط النظام البائد، قائلاً: سنبقى كلنا في سورية من أجل أن نعمر بلادنا، لقد أرهقتنا سنوات الغربة والتهجير، وفقدنا الكثير من أهلنا الذين تشتتوا بين دول وعواصم العالم بحثاً عن الأمان ولقمة العيش قبل نحو أكثر من ١٣ عاماً.
عبد الرحمن يحمل النظام البائد مسؤولية نزوحه وأسرته قسراً، معرباً عن شوقه للعودة إلى حلب، ونيته الاستقرار نهائياً، واصفاً العودة بالولادة الجديدة له ولأسرته وينتظر أن تلتحق به باقي أسرته ويلتئم شملهم بعد سنوات من الشتات والفرقة، مؤكداً أن سنوات الشتات ستنتهي بالنسبة إلى ملايين السوريين الذين سيعودون حتماً لبناء بلدهم، آملاً أن تتفوق مصلحة الوطن العليا على كل الخلافات، خاصة وأن الشعب السوري يرفض الطائفية، ولطالما تعايش المواطنون السوريون في سلام رغم اختلافاتهم الدينية والمذهبية.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر