الثورة -حسين صقر:
مع عودة الحياة إلى طبيعتها بعد سقوط النظام البائد، وبدء حكومة تصريف الأعمال تسيير العمل والمؤسسات، تفاؤل واضح يبدو على وجوه السوريين، وهو ما تبين من خلال ما تناقلته وسائل التواصل ومواقعها والمنشورات التي نقرأها ونسمع عنها على صفحاتهم، ليس في الداخل وحسب، إنما في الخارج أيضاً.
ما تقدم قد يبدو مبالغاً فيه حسب رأي البعض، ولكن هي الحقيقة التي يرويها الناس في أحاديثهم وجلسات سمرهم، وفي الساحات من خلال التعبير عن فرحهم بسقوط النظام البائد، وقدوم قيادة حقيقية تنشد التغيير والإصلاح وإعطاء كل ذي حق حقه، ومحاسبة المقصر والفاسد وكل من كان له يد بتخريب البلاد ودمارها.
“الثورة” تواصلت مع فعاليات مختلفة ومن عدة شرائح، وذلك بالتزامن مع عودة الحياة إلى طبيعتها، وبدء تقديم الخدمات المختلفة في النقاط الطبية والمؤسسات الخدمية كالبلديات ومؤسسات المياه والكهرباء، والاستهلاكية كصالات التجارة والأفران.
ارتياح عام
وأكد المهندس المدني حسان كردي يحيى أنه رغم ارتفاع بعض الأسعار، كالنقل والخبز والمحروقات، وانخفاض بأسعار بعض السلع الغذائية والمنظفات وغيرها، وعدم تغير أي تعديل على الوضع المعيشي، ما خلا الحديث عن زيادة في الرواتب، وهي قادمة حسب تأكيدات الفريق الحكومي المكلف بتسيير الأعمال، وهذا ما جعل الناس يشعرون بارتياح عام وتغير في المزاج.. ما يعني أن الضغط المادي الذي كان يعيشه المواطن لم يرتبط بانخفاض مستوى الدخل وحسب، ولكن بالوضع العام الذي كان مليئاً بالتوتر نتيجة الحصار الذي مارسته الجهات التي كانت موجودة على حواجز النظام المجرم، حيث انعكس سلوكها على أسعار السلع أولاً وحالة التاجر والبائع والسائق النفسية بسبب القسوة التي كانوا يلاقونها وعمليات الابتزاز بحجة التفتيش حفاظاً على الأمن المزعوم.
الأمن أولوية
من جهته المحامي محسن خير الله، نوه بأهمية الجهود التي تبذلها الجهات المختصة المكلفة من القيادة الجديدة لبسط الأمن والأمان بين أوساط المواطنين، وأكد أن ما تم إنجازه خلال الفترة القصيرة ساهم إلى حد كبير بعودة الحياة إلى طبيعتها، مشيراً إلى المعاملة الطيبة التي لمسها وغيره في جميع المناطق التي ذهب إليها، ولفت إلى أن ما أعلنته القيادة الجديدة من قرارات لم يكن مجرد شعارات مطمئنة فقط، وإنما اقترن بالفعل، وهذا ما رآه الغالبية بأم أعينهم.
تحسين الوضع المعيشي
من ناحيتها أشارت مدرسة اللغة العربية لمى محمود نابلسي إلى أنه أمام القيادة الجديدة مسؤوليات كبيرة، ولاسيما أنها لم تبدأ من الصفر وحسب بل تقوم الآن بعملية تأسيس لما تحت الصفر، ولاسيما بعد عمليات النهب والسطو التي مارسها النظام المخلوع، والتي لم تبق ولا تذر، وقدرت أن أي عملية تغيير تستهلك بعض الوقت كي يشعر المواطن بالتغيير الذي يطمح إليه، والذي ارتبط خلال الحقبة الماضية بحقن مخدرة ووعود ليست مؤجلة وحسب، بل خلبية بما للكلمة من معنى، بعد الفتات القليل الذي كانوا يرمونه لتسكين الأوجاع والآلام.
نحو مرحلة جديدة
في السياق ذاته أعربت آمال مهنا، وهي موظفة مصرف، عن أملها بأن القيادة الجديدة سوف توفر للمواطن العيش الكريم، وتحفظ له حقوقه، كما عليه تأدية واجباته، ونبذ الفتن، مع التشديد على محاسبة المخطئ وكل من أخطأ وكان شريكاً في جريمة قتل السوريين، وبذات الوقت تقدير ظروف ممن لم تسنح لهم الفرصة برفض ممارسات النظام البائد على الملأ نتيجة عمليات القمع والجرائم والممارسات الكيدية، واتخاذه مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا.